كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٨ - الصفحة ٢٥٧
إليه لا يدري ما يقول، ثم أقبل على طراخنته فقال: لأقتلن نفسي اليوم شر قتلة!
ويلكم يا معشر الخزر! أنتم عشرة أضعافهم لاه عنكم يأكل ويشرب لا يبالي بكم ولا يحفل. قال فقال له الخزر: أيها الملك! لا تغضب فإنه إذا كان غدا أرضيناك وأتيناك بصاحبهم أسيرا فتصنع به ما أحببت.
قال: فلما أصبح خاقان عبى أصحابه كما كان يعبيهم بالأمس ثم إ نه انتخب الخزر خاصته فجعلهم بين يديه وفي القلب وأوصاهم وتقدم إليهم أن لا يقصروا في القتال. وعلم مسلمة بذلك فقال: ويلي على العلج الأقلف بعد الخزر فيجعلهم بين يديه والله لأعدن لهم خزر الغرب. قال: ثم عبى مسلمة الناس فجعل على ميمنته مروان بن محمد، وعلى ميسرته سليمان بن هشام، وعلى القلب العباس بن الوليد، وعلى الجناح الهذيل بن زفر بن الحارث الكلابي. قال: ودنا القوم بعضهم من بعض فالتحموا، واشتبك الحرب بين الفريقين، وكان الرجل من المسلمين يحمل على الخزري فيطعنه برمحه ثم يجر الرمح فينثني عليه فيضربه بسيفه حتى يقتله.
قال: فلم يزل القوم كذلك حتى تعالى النهار، قال: وإذا برجل قد أقبل إلى مسلمة بالأمان راغبا في دين الاسلام، فقال: هل لك في خاقان ملك الخزر؟ فقال مسلمة: وأين هو؟ فقال: في العجلة التي قبالتك التي عليها الديباج. قال: فأرسل مسلمة إلى مروان بن محمد فدعاه إليه ثم قال: أبا عبد الله! ألا ترى العجلة التي عليها الديباج؟ قال مروان: بلى قد رأيتها، فقال مسلمة: فإنها عجلة خاقان وهو قاعد فيها. قال مروان: فأنا له، قال مسلمة: وأنا معك أبا عبد الله! فوالله لئن نحن قدرنا عليه في هذا اليوم فلقد ذهبنا بذكرها آخر الأبد! قال: فتقدم سليمان بن هشام إلى عمه فقال: أيها الأمير! اسمع كلامي ولا تعجل، قال مسلمة: هات ما عندك، فقال سليمان: خاقان لم يقعد في العجلة إلا وقد عبى أصحابه وأبطال الخزر عن يمينه وشماله ومن ورائه، ولست آمن إن خرجت أنت ومروان أن يأمر الطراخنة فيحدق بكما، فلا يتهيأ لكما الرجوع إلى عسكركما إلا بعد ذهاب الأنفس، ولكن الرأي عندي أن تنتخب رجلا من أبطال عسكرك يكون قد عرفته بالبأس والشدة، فتضم إليه نفرا من أبطال عسكرك، ثم تأمره بالاقدام إلى خاقان. قال: فعلم مسلمة أن سليمان قد أتى بالرأي، فدعا برجل من أصحابه يقال له ثبيت (1) النهراني وكان

(1) بالأصل (تبيت) وقد مر ذكره. وقد صحح في كل مواضع الخير.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خلافة يزيد بن عبد الملك 217
2 ذكر فتنة يزيد بن المهلب وخروجه على يزيد بن عبد الملك 217
3 ذكر محاربة عدي بن أرطاة يزيد بن المهلب بالبصرة 218
4 ذكر فتنة يزيد بالبصرة 221
5 ثم رجعنا إلى فتوح خراسان وإرمينية وأذربيجان من فتوح الترك والخزر 232
6 ذكر دخول الجراح بن عبد الله الحكمي بلاد إرمينية وما كان منه في الخزر 234
7 ذكر محاربة الجراح بن عبد الله مع الخزر ومقتله رحمة الله عليه 241
8 ذكر أمر سعيد بن عمرو الحرشي وخروجه إلى الخزر 243
9 ذكر الرجل الرستاقي 245
10 ذكر ولاية مسلمة بن عبد الملك وعزل سعيد بن عمرو الحرشي عن البلاد 253
11 ذكر مسير مسلمة بن عبد الملك إلى جهاد الكفار ومحاربته لهم 254
12 ذكر حبس الكميت رحمة الله عليه 268
13 ذكر أخبار الكميت في أهل البيت رضي الله عنهم وهي أخبار حسان منتخبة 275
14 ذكر ولاية يوسف بن عمر الثقفي العراق وابتداء أمر زيد بن علي بن الحسين ومقتله 283
15 ابتداء خبر زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم 285
16 ثم نذكر خبر يحيى بن زيد بن علي بعد ذلك وهربه من يوسف بن عمر إلى جوزجان ومقتله بها رضي الله عنه 295
17 ذكر امارة الوليد بن يزيد بن عبد الملك 298
18 ذكر سبب الاختلاف وسبب إمارته 302
19 ذكر ابتداء أمر الشراة وخروجهم في ولاية مروان بن محمد بن مروان 307
20 ابتداء خبر خراسان مع نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني وأبي مسلم عبد الرحمن بن مسلم 309
21 وهذا ابتداء خبر أبي مسلم من أوله 315
22 ذكر البيعة وعقد الخلافة لولد العباس بن عبد المطلب السفاح 328
23 ذكر حديث مروان وما كان منه بعد بيعة بني العباس للناس 330
24 ذكر مسير مروان بن محمد إلى محاربة ولد العباس رضي الله عنهم 331
25 ذكر مسير عبد الله بن علي في طلب مروان بن محمد بن مروان 333
26 ذكر مقتل مروان بن محمد 334
27 ذكر كتاب عبد الله بن علي إلى أمير المؤمنين أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس 336
28 ذكر أخبار سديف بن ميمون مولى السجاد علي بن الحسين بن [علي بن] أبي طالب رضي الله عنهم وأشعاره الملاح بين يدي أمير المؤمنين 341
29 ذكر مسير أبي جعفر المنصور إلى يزيد بن عمر بن هبيرة ومحاربته له 345
30 ذكر كتاب الأمان الذي كتبه أبو جعفر ليزيد بن عمر بن هبيرة 346
31 ذكر خبر السيد بن محمد الحميري 348
32 خبر عبد الله بن سعد السعدي 348
33 ذكر مسير أبي جعفر المنصور إلى بلاد خراسان إلى أبي مسلم 349
34 ثم رجعنا إلى أخبار إرمينية وأذربيجان 350
35 خلافة أبي جعفر المنصور 352
36 ذكر خروج عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس على أبي جعفر المنصور بالشام 353
37 ذكر خروج أبي مسلم إلى عبد الله بن علي ومحاربته له 354
38 ذكر مقتل عبد الله بن المقفع 356
39 ذكر أبي مسلم ومخالفته على المنصور وما كان من أمره 357
40 ذكر كتاب أبي مسلم إلى المنصور 359
41 جوابه 360
42 ذكر قدوم أبي مسلم من خراسان على المنصور ومقتله بين يديه 361
43 ذكر فتح أبي جعفر المنصور إرمينية وأذربيجان 363
44 ذكر تزويج يزيد بن أسيد بن زافر السلمي إلى ملك الخزر 364
45 ذكر انتقاض الخزر على المسلمين بعد موت خاتون 365
46 ذكر موشابذ البطريق ومحمد بن الحسن بن قحطبة 367
47 ذكر وفاة أبي جعفر 368
48 خلافة المهدي 370
49 خلافة موسى الهادي بن المهدي 371
50 خلافة هارون الرشيد 372
51 حكاية الامام الشافعي مع الرشيد 375
52 وأيضا خبر الشافعي رحمة الله عليه 379
53 ثم رجعنا إلى أخبار الرشيد بن المهدي رضي الله عنه 380
54 ذكر أبي مسلم الشاري وخروجه على الرشيد 381
55 ذكر ولاية سعيد بن سلم بلاد إرمينية وما نزل بالمسلمين منه في ولايته 382
56 ذكر أخبار الرشيد التي كانت منه في آخر عمره 384
57 وهذه أخبار حسان من أخبار الرشيد 386
58 وهذا خبر آخر حسن 389
59 خبر خالصة وحديثها للأحمر 389
60 وهذا خبر حسن 391
61 ثم رجعنا إلى الخبر الأول من أمر الرشيد وابنيه محمد وعبد الله 392
62 ذكر خبر الأصمعي في قتل جعفر بن يحيى البرمكي 393
63 ذكر خبر رافع بن الليث بن نصر بن سيار وخروجه على الرشيد 396
64 ذكر وصية الرشيد عند موته 399
65 ذكر وفاة الرشيد ورؤياه قبل موته 400
66 خلافة محمد الأمين 402
67 ذكر خبر الشعراء الثلاثة وهم أبو نواس والرقاشي ومصعب مع محمد الأمين 404
68 ذكر المخالفة بينهما ومقتل الأمين 406
69 خلافة المأمون بن هارون الرشيد 417
70 ذكر خبر نصر بن شبث وخروجه على المأمون بن الرشيد 417
71 ذكر خروج طاهر بن الحسين على المأمون ووفاته 419
72 ذكر تزويج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل 423
73 ذكر خروج إبراهيم بن المهدي على المأمون 424
74 ذكر بلال الشاري وخروجه على المأمون 428
75 ذكر خروج المأمون إلى بلاد الروم 429
76 ذكر سيرة المأمون وما جمع فيه من مكارم الاخلاق 434
77 خلافة المعتصم بالله 436
78 ذكر تولية الأفشين ومحاربته بابك الخرمي، وتوليته إرمينية وأذربيجان 437