الله، فيصح للعبد أن ينذر شيئا لله ويملكه على نفسه، على أن يصرف المنذور في بعض هذه الوجوه المقربة إليه تعالى على وجه الخصوص، فينذر النذر لله على أن يصرف في شؤون الكعبة المكرمة أو شؤون النبي أو الولي أو المشهد أو المسجد.
والفارق كبير وواضح جدا بين أن ينذر الانسان لله وحده متقربا إليه ويعين في نذره صرف ما نذره لله في بعض هذه الوجوه المقربة إلى الله فيصلي الركعات المنذورة لله أو يصوم الأيام المنذورة له ويجعلها هدية أو يجعل ثوابها للرسول أو للإمام أو للولي الصالح أو الشهيد الكريم، ويصرف المال المنذور لله في بعض شؤونهم أو في شؤون الأمكنة المحترمة في الاسلام، وهذا هو ما يفعله خاصة الشيعة وعامتهم حتى الجهلة منهم بالأحكام، وهذا ما يقصدونه في نذورهم حتى من يغلط منهم في التعبير، وبين أن ينذرها للنبي أو الولي أو المعبد أو المشهد أنفسها، فلا ينعقد النذر ولا يجوز لأنه لغير الله، وهذا ما تصرح كتب علماء الشيعة بعدم جوازه.
[المسألة 64:] ما ينذره الشخص لله على نفسه قد يجعل وجوبه عليه معلقا على حصول نعمة أو شئ يرغب في حصوله، فيقصد في صيغته أن يكون النذر شكرا لله على ايتائه تلك النعمة، ومثال ذلك أن يقول: إن رزقني الله ولدا ذكرا، أو إن وفقني لحج بيته الحرام في هذا العام: أن أصوم كذا يوما، أو أن أتصدق بكذا دينارا شكرا له على تفضله.
وقد يجعل وجوب الفعل أو الترك المنذور عليه معلقا على نجاته من أمر يخشى حلوله عليه، فيقصد أن يكون النذر شكرا لله على دفعه تلك البلية عنه أو توسلا إليه بذلك أن يكشف ذلك الضر عنه، ومثال ذلك أن يقول:
إن كشف الله هذه الكربة أو شفاني من هذا المرض أو أنجاني من هذه البلية فلله علي أن اعتمر في شهر رجب أو أن أزور الحسين في عرفة.
وقد يجد الانسان نفسه مدفوعا بدافع أو أكثر إلى ارتكاب أمر وهو لا يرغب في حصوله منه، فيجعل على نفسه نذرا إن هو عمل ذلك العمل