تشترط فيه الطهارة فيلبس الجلد في غير الصلاة ويفترش ولا ينجس ما يلاقيه برطوبة ويستعمل ظرفا للمائعات.
[المسألة 152:] إذا شك في الحيوان غير المأكول اللحم، هل هو مما يقبل الزكاة أو هو مما لا يقبلها وكان مما ليست له نفس سائلة، كالسمك المحرم وبعض أنواع الحشرات، لم يجر فيه دليل التذكية. فإن أكله محرم بحسب الفرض سواء وقعت عليه الذكاة أم لم تقع، وهو محكوم بالطهارة على كل حال سواء وقعت عليه الذكاة أم لم تقع لأنه مما لا نفس له سائلة، فلا أثر للتذكية فيه حتى يشمله دليل التذكية لو كان موجودا.
[المسألة 153:] الكلب والخنزير البريان غير قابلين للتذكية، وهما نجسان عينا، سواء كانا حيين أم ميتين، ولا ريب في أن أكلهما محرم ذاتا سواء كانا مذكيين أم غير مذكيين، فلا أثر للتذكية فيهما فلا يشملهما دليلها.
[المسألة 154:] السؤال عن الانسان نفسه هل هو قابل للتذكية أو غير قابل لها، قد يعد في نظر العقلاء من الناس وفي عرف الأديان الانسانية من المستنكرات التي لا ينبغي أن تخطر في فكر أو تكون موضعا للتساؤل، وفي مقدمتها الاسلام، دين الله العظيم الذي كرم ابن آدم وحمله في البر والبحر والجو، وفي مجاهل البر وأعماق البحر وطباق الجو، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.
فالانسان في نظر الاسلام أرفع شأنا من أن يكون محلا لهذا التساؤل وشبهه أو تشمله مثل هذه الأدلة وبعض الفقهاء إنما يعرضه في هذا المعرض لمجرد البحث العلمي ولتطبيق القاعدة في ما يقبل الذكاة، وما لا يقبلها من أنواع الكائن الحي، وإلا فانصراف الأدلة عنه ليس مجالا للشك من أحد.
وعلى أي حال فالانسان غير قابل للتذكية لارتفاع شأنه عنها لا لهبوط مقامه كما في بعض الكائنات الحية ولا أثر للتذكية، فهو محرم الأكل