والنحر بحسب العادة يحتاج إلى الطعن أو الضرب بالآلة بشدة وقد يحتاج إلى الحز بالآلة وإلى مزيد من دفعها وتمكينها بقوة حتى يتم المقصود. واللبة هي الموضع المنخفض الذي يكون بين آخر العنق وأعلى الصدر.
[المسألة 140:] يشترط في صحة النحر جميع ما تقدم اشتراطه في صحة الذبح من غير فارق بينهما في ذلك فيجب أن تجتمع في الناحر جميع الشرائط التي ذكرناها في الذابح، ويجب أن توجد في آلة النحر جميع الشروط التي اعتبرناها في آلة الذبح وتجري فيها أحكامها.
وتجب التسمية عند النحر واستقبال القبلة في المنحور والعلم بحياته إلى أن يتم نحره، أو وجود ما يدل على الحياة من الحركة وإن كانت ضعيفة حتى يتم النحر، أو خروج الدم المعتدل الدال على ذلك.
وتفصيل القول في كل أولئك هو القول في ما تقدم في شرائط الذبح وأحكامه.
[المسألة 141:] يجوز أن تنحر الإبل وهي قائمة، ويجوز أن تنحر وهي باركة، ويجوز أن تنحر وهي مطروحة على أحد جنبيها ويجب في جميع الحالات المذكورة أن يوجه منحرها ومقاديم بدنها إلى القبلة.
[المسألة 142:] إذا كان الحيوان مما يذبح أو مما ينحر وتعذر ذبحه أو نحره، كما إذا تردى في بئر أو في حفرة عميقة أو دخل في موضع ضيق، فلم يمكن اخراجه أو التسلط على موضع ذبحه أو نحره، وكالبهيمة الصائلة فلا يستطاع أخذها وايقاع التذكية عليها، وكالحيوان المستعصي فلا تمكن السيطرة عليه، وكالحيوان يقع في مكان يخشى موته فيه إذا أبقي حتى يذبح أو ينحر، وأمثال ذلك، جاز أن يجري عليه حكم الصيد بالآلة فيضرب أو يطعن بسيف أو رمح أو سكين أو خنجر أو غيرها من الأسلحة القاطعة أو الشائكة التي يحل بها الصيد وقد مر ذكرها في الفصل الثاني.