بقية السلف وأستاذنا الأكبر المرجع الأعلى وآية الله العظمى السيد الگلپايگاني دام ظله العالي.
وقد كان دام ظله قبل أن يغلب عليه الضعف - إلى جانب المرجعية الكبرى العامة التي أتاحها الله له وأنعم الله بها عليه منذ سنوات عديدة - مهتما بأمر التدريس وتربية العلماء والمجتهدين ولم يزل دؤوبا على ذلك متأهبا صباح كل يوم للذهاب إلى مجلس درسه العظيم الحافل بالأعلام والأفاضل وكان يرقى منبر التدريس ويلقي دروسه العالية بشوق وافر ونشاط بالغ، ولم يعرض له فتور في ذلك حتى بلغ كتاب الحدود قريبا من نهايته. أدام الله أيامه ومن الله على المسلمين بطول بقائه.
فهذه الدراسة التي نقدمها إليكم أيها القراء الكرام والعلماء الأجلاء كانت من إفاضاته، وهي تحتوي على المواضيع التالية: حد اللواط وحد السحق وحد القيادة وحد القذف وحد شرب الخمر.
نسأل الله تعالى أن يجعله بمنه وأياديه خطوة إلى التعرف إلى قوانين الاسلام الراقية، وأحكامه السياسية والاجتماعية التي هي من أقوى العوامل لحفظ المجتمعات وتأسيس مجتمع قائم على العفة والسعادة والمجد والكرامة، فإن تلك الأهداف الراقية والجو المطمئن لا يتحقق إلا في ظلال الدين والتمسك بحدود الاسلام وأحكامه وسياساته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قم - الحوزة العلمية 13 ربيع الثاني 1414 علي الكريمي الجهرمي