ارتحال المرجع الأعلى إلى الملأ الأعلى ثم إنه قد عرضته في أواخر عمره اختلالات في صحته وكان تحت مراقبة الأطباء إلى أن عرضه في مساء يوم الاثنين 21 جمادي الثانية 1414 ه. ق ضيق التنفس ولا يزال كان يشتد الداء وعلى أثر ذلك فقد نقل المرجع الفقيه الراحل إلى مستشفى الشهيد رجائي بطهران وكان لجنة من الأطباء يواظبون على حاله وبذلوا كل الجهود كي تتحسن حاله وتعود صحته وحيث إنه لا مفر عن قضاء الله تعالى فقد وقعت الحادثة العظمى والثلمة العظيمة في الاسلام و ودع الإمام الگلپايگاني هذه الدنيا الفانية وأجاب دعوة ربه الكريم مساء يوم الخميس 24 جمادي الثانية 1414 ه. ق مقارنا لغروب الشمس وعند وقت الأذان وكأنه كان يضئ العالم الاسلامي طول أعوام طويلة كثيرة فإنا لله وإنا إليه راجعون ولم يمض إلا قليلا حتى انتشر خبر رحيل المرجع الأعلى الإمام الگلپايگاني من المذياع والتلفزيون فصاح الناس رجالا ونساءا وصغيرا وكبيرا وأقبلوا إلى المستشفى وكان هناك ما كان مما لا يمكن شرحه ثم في اليوم التالي أي يوم الجمعة فبدأ التشييع المهيب بعد الظهر من المستشفي إلى ميدان بهمن في ملائين من النفوس المؤمنة يلطمون خدودهم ويضربون على صدورهم ورؤسهم وفيهم الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية والعلمية كقائد الثورة الاسلامية آية الله الخامنئي دامت بركاته ولم يعهد بعد الإمام الخميني قدس سره مثل هذا التشييع العظيم فإن هذه الجنازة المطهرة كانت على رؤوس الأمة الاسلامية وبحر النفوس الانسانية تموج به إلى أن بلغ النعش الطاهر إلى
(٤٣٣)