مات مهاجرا إلى الله عز وجل حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر) (1).
ولا يخفى الاشكال في استفادة الوجوب مما ذكر والشاهد عليه الأخبار الراجعة إلى استحباب الكون على الطهارة حيث عبر بالجفاء فيمن أحدث ولم يتوضأ ومن توضأ ولم يصل مع أنه لا إشكال في الاستحباب، وأما ثبوت الحرم للمدينة فلقول الصادق عليه السلام على المحكي في صحيح معاوية قال: رسول الله صلى الله عليه وآله (إن مكة حرم الله تعالى شأنه حرمها إبراهيم عليه السلام، وإن المدينة حرمي ما بين لابتيها حرم لا يعضد شجرها وهو ما بين ظل عائر إلى ظل وعير، وليس صيدها كصيد مكة يؤكل هذا ولا يؤكل ذلك وهو بريد) (2) ولعل المراد بظل وعير فيئه كما رواه الصدوق مرسلا. (3) قيل: والتعبير بظلهما للتنبيه على أن الحرم داخلهما بل بعضه، وقال أيضا في خبر الصيقل قال (قال أبو عبد الله عليه السلام: كنت جالسا عند زياد بن عبد الله وعنده ربيعة الرأي، فقال له زياد: يا ربيعة ما الذي حرم رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة؟ فقال له: بريد في بريد، فقال لربيعة: وكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله أميال؟ فسكت ولم يجبه، فأقبل علي زياد فقال: يا أبا عبد الله فما تقول أنت؟ قلت: حرم رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة ما بين لابتيها، قال: وما بين لابتيها؟ قلت: ما أحاطت به الحرار، قال: وما حرم من الشجر؟
قلت: من عير إلى وعير، قال صفوان قال ابن مسكان قال الحسن: فسأله رجل وأنا جالس فقال له: وما بين لابتيها؟ قال: ما بين الصورين إلى الثنية) (4).
وروى الصدوق (قده) في كتاب معاني الأخبار في الصحيح عن معاوية ابن عمار قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما بين لابتي المدينة ظل عائر إلى ظل.