(أيها الناس إن الحج ليس بوجيف الخيل ولا بإيضاع الإبل ولكن اتقوا الله تعالى وسيروا سيرا جميلا لا توطئوا ضعيفا، ولا توطئوا مسلما وتؤدوا واقتصدوا في السير) فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكف ناقته حتى أنه كان يصيب رأسها مقدم الرحل ويقول أيها الناس عليكم بالدعة فسنة رسول الله صلى الله عليه وآله تتبع) (1).
وأما استحباب تأخير المغرب فيدل عليه قول أحدهما عليهما السلام في صحيح محمد ابن مسلم (لا تصل المغرب حتى تأتي جمعا وإن ذهب ثلث الليل) (2) ومضمر سماعة (لا تصلهما حتى تنتهي إلى جمع وإن مضى من الليل ما مضى) (3) المحمولين على الاستحباب لقول الصادق عليه السلام في صحيح هشام بن الحكم (لا بأس أن يصلي الرجل المغرب إذا أمسى بعرفة) (4) والتخصيص بربع الليل لم يظهر وجهه.
وأما استحباب الجمع فلقول الصادق عليه السلام في صحيح منصور (صلاة المغرب والعشاء بجمع بأذان واحد وإقامتين، ولا تصل بينهما شيئا، وقال: هكذا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله) (5) والنهي محمول على رجحان الترك بقرينة صحيح أبان بن تغلب ففيه (صليت خلف أبي عبد الله عليه السلام المغرب بالمزدلفة فقام فصلى المغرب ثم صلى العشاء الآخرة ولم يركع فيما بينهما ثم صليت خلفه بعد ذلك بسنة فلما صلى المغرب قام فتنفل بأربع ركعات) (6).
وأما تأخير النوافل فلخبر عنبسة بن مصعب (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الركعات التي بعد المغرب ليلة المزدلفة فقال: صلها بعد العشاء الآخرة أربع