عرفة) (1) وفي صحيح الحلبي عن الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الموقف:
(ارتفعوا عن بطن عرنة، وقال: أصحاب الأراك لا حج لهم) (2) والمراد بالركن في المقام كون تركه عن عمد موجبا للبطلان بخلاف الركن في الصلاة حيث يكون تركه عمدا وسهوا موجبا للبطلان.
وأما التدارك ليلا مع النسيان فادعي عليه الاجماع والنصوص خالية عن ذكر النسيان، نعم يكون ذيل خبر الحلبي الصحيح المذكور دليلا لاجزاء الادراك ليلا مع عدم التمكن من الوقوف نهارا فإن الله تعالى أعذر لعبده، فيمكن الاستدلال للمقام لكنه من المحتمل أن يكون علة لكفاية الوقوف بالمشعر لا لوجوب التدارك ليلا كغير المتمكن فينحصر الدليل بالنسبة إليه في الاجماع إلا أن يتمسك بعموم قول النبي صلى الله عليه وآله (من أدرك عرفات بليل فقد أدرك الحج) (3) إن لم يكن إشكال من جهة السند.
وأما الاجتزاء بالمشعر فادعي عليه الاجماع واستدل عليه أيضا بالصحيح المذكور من جهة ذيله.
{الثانية: لو فاته الوقوف الاختياري وخشي طلوع الشمس لو رجع اقتصر على المشعر ليدركه قبل طلوع الشمس وكذا لو نسي الوقوف بعرفات أصلا اجتزأ بإدراك المشعر قبل طلوع الشمس، ولو أدرك عرفات قبل الغروب ولم يتفق له المشعر حتى طلعت الشمس أجزأه الوقوف به ولو قبل الزوال}.
أما الاقتصار على المشعر مع خوف طلوع الشمس فاستدل عليه بخبر إدريس ابن عبد الله (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أدرك الناس بجمع وخشي إن مضى إلى عرفات أن يفيض الناس من جمع قبل أن يدركها، فقال: إن ظن أن يدرك