إلا أنه بواسطة ما دل على الجواز لا نقول بها وهو صحيح ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام (سألته عن الحناء فقال: إن المحرم ليمسه ويداوي به بعيره، وما هو بطيب وما به بأس) (1) ولا يخفى مع التخصيص لا يبقى دليل على الكراهة فالأولى الاستدلال بخبر الكناني سأل الصادق عليه السلام (عن امرأة خافت الشقاق وأرادت أن تحرم هل تخضب يدها بالحناء قبل ذلك؟ قال: ما يعجبني أن تفعل ذلك) (2) بناء على مساواة الرجل والمرأة ومساواة ما قبل الاحرام لما بعده ولازمه الكراهة حتى مع عدم الزينة.
وأما كراهة النقاب للمرأة فاستدل عليها بصحيح العيص عن الصادق عليه السلام (المرأة المحرمة تلبس ما شاءت من الثياب غير الحرير والقفازين وكره النقاب) (3) والكراهة في الأخبار كثيرا تطلق على الحرمة لكنه لا يبعد في المقام الظهور في المقابلة مع الحرمة بقرينة التفرقة إلا أنه يعارض بما دل على حرمة تغطية وجهها وأن إحرام المرأة في وجهها إلا أن يخصص تلك الأدلة بغير النقاب لهذا الصحيح كما جاز إسدال الثوب مع أنه تغطية والمسألة محل تأمل وتردد.
وأما كراهة دخول الحمام فلخبر عقبة بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام (سألته عن المحرم يدخل الحمام؟ قال: لا يدخل) (4) المحمول على الكراهة للاجماع على الجواز وصحيح معاوية بن عمار عنه أيضا (لا بأس أن يدخل المحرم الحمام ولكن لا يتدلك) (5).
وأما كراهة التلبية لمن يناديه فلقول الصادق عليه السلام في صحيح حماد (ليس للمحرم أن يلبي من دعاه حتى يقضي إحرامه، قال: قلت: كيف يقول؟
قال: يقول: يا سعد) (6) وفي رواية عن أبي جعفر عليه السلام (لا بأس أن يلبي