الجوهرية غير بسيط الحقيقة فيكون الصادر الأول عن الواحد الحقيقي كثيرا وبه ينهدم قاعدتهم في امتناع صدور الكثرة عن الذات الأحدية.
ورابعها انه يتفاوت صدقه على المبدع والكائن والمجرد والمادي والبسيط والمركب بالتقدم والتأخر وكذا بالأولوية وعدمها فان جوهر العالم الاعلى أولى بالجوهرية من السفليات والجوهر الصوري أولى بالجوهرية من الجوهر الهيولى.
وخامسها ان كليات الأجسام مساوية لجزئياتها في المعنى والمهية فلو كانت الجوهرية مقوما لها لكانت مساوية لها فيها وهو ضروري البطلان.
واما بيان الخلل في هذه الوجوه ففي الأول بما مر مرارا من الفرق بين الموجود بما هو موجود مجردا عن الموضوع وبين ما من شانه ان يكون موجودا بلا موضوع وان أحدهما عارض للمهيات كلها والاخر يصلح لان يكون مقوما لبعضها.
وفي الثاني أيضا يعرف الخلل بما ذكرنا في الأول.
وفي الثالث ينحل العقدة فيه بوجوه الأول ان المعلول الأول بسيط الذات في الخارج فيصح صدوره الخارجي عن الذات الأحدية الثاني انه عند التحليل ومن حيث اعتبار التركيب العقلي يحكم العقل بتقدم الفصل على الجنس ولا استحالة في أن يكون تأثير المؤثر في الفصل أقدم من تأثيره في الجنس تقدما عقليا.
وفي الرابع بما حققه المحققون من محصلي الحكماء ان التقدم والتأخر في شئ اما ان يكون في نفس المفهوم من ذلك الشئ أو في مفهوم آخر.
فالأول كتقدم الجوهر على العرض في معنى الوجود لكون وجود الجوهر علة ومتقدما ووجود العرض القائم به معلولا ومتأخرا فمعنى الجوهر ليس من حيث كونه معناه علة لمعنى العرض بل وجود أحدهما سبب لوجود الاخر فيكون الجوهر بوجوده سببا للعرض بوجوده.
والثاني كتقدم بعض أنواع الجوهر على بعض آخر أو بعض افراد نوع