ان يكون بينهما وهو الواسطة وقس على ذلك سائر الأقسام وهو ان يوجد المبدأ والواسطة فقط أو العكس ولا واسطه ثم من المحال ان يكون مبدئان في الاعداد ليس أحدهما واسطه بوجه الا لعددين وكذا القول في المنتهى.
واما الوسائط فقد يجوز ان يكون كثيرا لان جملتها في أنها واسطه كشئ واحد ثم لا يكون للكثير حد توقف عليه فإذا حصول البداية والنهاية والتوسط غاية التمام وأقل عدد يوجد فيه ذلك هو الثلاثة.
فهذه حكاية ما ذكره الشيخ في الشفاء وتارة يقال تامه للمقادير كما يقال فلان تام القامة إذا كانت محدودة بما يليق بأمثاله إذ المقادير لا تعرف الا بالتحديد الذي يلزمه التقدير وتارة يقال للكيفيات والقوى انها تامه مثل ان يقال هذا تام القوة وتام الحس وتام العلم وتارة يقال تمام في اصطلاح الحكماء ويريدون به ان يكون جميع كمالات الشئ حاصله له بالفعل وربما يشترطون في ذلك أن يكون وجوده وكمالات وجوده له من نفسه لا من غيره.
وإذا كان مع ذلك مبدأ لكمالات غيره فهو فوق التمام لان فيه الوجود الذي ينبغي له بكماله وقد فضل عنه وجود غيره أيضا وليس في الموجودات شئ بهذه الصفة الا واجب الوجود.
واما العقول فهي تامه بالتفسير الأول وغير تامه بالتفسير الثاني فان الممكنات الفاقرات الهويات معدومة في حدود ذواتها واما الذي دون التمام فهو قسمان أحدهما المكتفى وهو الذي اعطى ما به يتمكن من تحصيل كمالاته مثل النفوس التي للسماويات فإنها ابدا في اكتساب كمالاتها من غير حاجه لها إلى مكمل خارجي كالمعلم البشرى فينا بل مكملها ومعلمها ومخرجها من القوة إلى الفعل جوهر عقلي فياض غير مباين الوجود لوجوداتها وكذلك حال نفوس الأنبياء ع لأنهم أيضا مكتفون حيث أعطاهم الله ما به تمكنوا من تحصيل كمالاتهم وقرباتهم من الله