فإنه وإن كان معقولا بالقياس إلى الابن الا ان له في نفسه وراء هذه المعقولية ووراء أبوته مهية غير معقولة بالقياس إلى الابن وهي كونه انسانا وفرسا أو شيئا آخر.
واما الأبوة فليس لها مهية الا هذه المهية المعقولة بالقياس فهيهنا ثلثه أمور أحدها ما يحمل عليه الرسم المذكور حملا ذاتيا أوليا لا صدقا متعارفا كما في القضايا المتعارفة وهو المقولة التي هي إحدى المقولات العشر.
وثانيها ما هو نوع من أنواعه سواء كان في نفسه جنسا أو نوعا سافلا وهو الذي يحمل عليه المقولة حملا بالذات كما في صدق الذاتيات على افرادها الذاتية.
وثالثها مهية أخرى تحت الجوهر أو الكم أو الكيف أو غيرها يصدق عليها مقولة المضاف أو نوعه حملا بالعرض كحمل الأبيض على الانسان فهكذا ينبغي ان يحقق الفرق وفي أكثر الكتب لم يتعرضوا لبيان الفرق بين نفس المقولة وما هو نوع منها بل اقتصروا على بيان الفرق بين العارض الذي هو الإضافة ومعروضها.
ولذلك قال الشيخ ثم المضاف الذي يجعلونه مقولة فهو أيضا شئ ذو اضافه لأنه شئ معقول المهية بالقياس إلى غيره وإذا كان كذلك فقد شارك هذا المضاف الذي هو المقولة المضاف الذي ليس هو المقولة فلا يكون بينهما فرق.
أقول الفرق ما أشرنا إليه وهو ان الأول هو نفس ما يعبر عنه بأنه معقول المهية بالقياس كما أن الجوهر الذي هو المقولة هو نفس ما يعبر عنه بأنه المهية التي إذا وجدت كانت لا في موضوع فالمضاف الذي هو المقولة هو نفس مفهوم لفظ المضاف.
واما الشيئية فهو امر لا ينفك عنه المضاف الذي هو المقولة ولا يمكن ان يسلب عنه لكن الشيئية التي اعتبرت في مفهوم المضاف نفسه ليست الا شيئية عامه لا يتحصل الا بكونها اضافه ومضافا لا كالأبيض إذا أريد به شئ غير البياض وصف بالبياض.
فانا لو جعلنا المشتق اسمه من الاعراض وأردنا بالشيئية الشيئية المفهومة في المشتق من حرف اللام أو ذي أو الهيئة الاشتقاقية لصارت المقولات غير متناهية ولهذا لم يجعل المضاف المطلق الشامل للمركب أيضا مقولة بل المضاف الذي لا مهية له سوى كونه مضافا.