الوجود والمهية تغاير حتى يقع بينهما اضافه العلم والمعلوم.
والجواب عن الأول ان العلم وإن كان من حيث كونه عرضا قائما بالذهن من الموجودات الخارجية لكن من حيث كونه حكاية عن مهية شئ له وجود في الخارج من الموجودات الذهنية فالعلم ومهية المعلوم كلاهما ذهنيان.
وعن الثاني ان الإضافة بين العلم والمعلوم به بالذات بعينها كالإضافة بين الوجود والمهية الموجودة به بالذات امر اعتباري حاصله بين أمرين متغايرين بالاعتبار متحدين بالذات فكما ان الموجود في الخارج امر واحد إذا حلله العقل إلى مهية ووجود عرضت لهما اضافه الوجود وذي الوجود فكذا الموجود في الذهن صوره واحده هي موجود ذهني إذا حلله العقل إلى مهية ووجود ذهني عرضت لهما اضافه العلم والمعلوم إذ العلم نفس وجود الشئ مجردا عن المادة ولواحقها وكذا الكلام في الحس والمحسوس أي الصورة الموجودة في الحس وهي عندنا من الكيفيات النفسانية المحاكية للكيفيات التي تسمى بالمحسوسات.
وقد عدوا من احكام المضاف ان المتضائفين قد لا يقع لهما تكافؤ في الوجود من جهة أخرى فقد يكونان بحيث يصح وجود كل منها مع عدم الاخر ويصح وجود الاخر مع عدم الأول ظ) كما في العلم والحس أعني الادراكين لا القوتين المتشاركتين لهما في الاسم فان ذات العلم والحس لا يصح وجودهما مع عدم ذات المعلوم والمحسوس ولكن ذات المعلوم وذات المحسوس يصح وجود كل منهما مع عدم العلم والحس وقد يكونان بحيث يجوز وجود كل منهما بدون وجود الاخر كالمالك والمملوك فإنه يجوز وجود ذات المالك مع عدم المملوك ووجود ذات المملوك مع عدم المالك ومنه ما يمتنع وجود ذات أحدهما عند عدم ذات الاخر كالمعلول الذي لا يكون أعم من علته كحركة اليد وحركه المفتاح المخصوصتين هذا ما ذكره الشيخ وغيره.
وأقول هيهنا موضع بحث وتحقيق فإنك إذا نظرت حق النظر لوجدت ان الذات التي حكموا عليها بأنها معروض المضاف فهي في أكثر الامر ليست كذلك.