في وقت من الأوقات أصلا لا بالذات ولا بالعرض.
وكذا الكيفية اللمسية كالحرارة النارية الحاضرة عند آله اللمس صح ان يقال إنها ملموسة بالعرض لا بالذات لان الملموسة بالذات هي كيفية نفسانية محاكية للحرارة الخارجية كما مرت الإشارة إليه واما التي هي خارجه عن التصور وعن الحضور الوضعي عند آله اللمس فلا اضافه إليها لا بالذات ولا بالعرض فثبت ان التكافؤ في الوجود والعدم كما لزم في المضافين البسيطين فكذا في الذاتين اللتين هما معروضاهما من حيث هما هما وان قطع النظر عن وصف الإضافة.
فان قلت الحس البصري لا يدرك به الا الامر الخارجي بعينه عند من أبطل الانطباع لاستحالة انطباع العظيم في الصغير وأبطل خروج الشعاع أيضا فيكون الابصار عنده مجرد اضافه ادراكية إلى الموجود الخارجي بعينه.
أقول اما أولا فقد كان كلامنا في اضافه الحس الذي بمعنى الصورة الادراكية وهي عند هذا القائل عين الصورة الخارجية فلا انفكاك بينهما واما الإضافة الوضعية التي بين جوهر الحاس وذات الامر الخارجي الذي قيل وقع إليه اضافه الابصار فطرفاها بالحقيقة كطرفا سائر الإضافات الوضعية التي عند البحث والتحقيق لا يكونان الا معا.
واما ثانيا فان المبصر بالذات صوره مقدارية حاضره عند النفس مجرده عن المواد وهي الحس والمحسوس أي البصر والمبصر وهما معلومان إذ لا تغاير بينهما الا بحسب الاعتبار.
ومما عد أيضا من خواص المتضائفين وجوب انعكاس كل منهما على الاخر ومعنى الانعكاس ان يحكم بإضافة كل منهما إلى صاحبه من حيث كان مضافا إليه فكما يقال الأب أب للابن يقال الابن ابن للأب وهذا الانعكاس انما يجب إذا أضيف كل منهما من حيث هو مضاف إلى الاخر.
وأما إذا أضيف لا من حيث هو مضاف فلم يجب هذا الانعكاس كما يقال الأب