واللطيفة الجليدية مشفه وادراكها كمال ملائم لها.
فالصواب في جواب المسيحي عما أورده ثالثا على الشيخ ان يقال للعين قوة لمسية وقوه بصرية لان في جرمها ما يكون من باب الملموسات وفيه أيضا ما يكون من باب الألوان والأضواء وما يدرك بالعين كذا اللون المفرط وكذا الضوء الشديد أيضا فيه جهتان جهة مبصرة وجهه ملموسة فالابصار بالباصرة واللمس باللامسة فلا تناقض لاختلاف الموضوعين والادراكين والمدركين.
واما خامسا فالذي ذكره أخيرا في ابطال الحق الذي اختاره المسيحي ليس بحق بل الحق حقه والباطل ابطال ذلك الحق وكلام الشيخ أيضا حق لكن المسيحي لم يقدر على فهمه وحل الاشكال الوارد عليه وانى لقضيت العجب من هؤلاء النحارير الثلاثة أعني المسيحي والرازي والشيرازي وغيرهم من شراح القانون وسائر العلماء بعدهم حيث لم يقدر أحد منهم على حل ما ذكره الشيخ وتحقيقه مع اعتنائهم بالتفتيش له والبحث عنه والحمد لله على ما من علينا من فضله وحكمته.
فنقول لتحقيق هذا المقام ان الحيوان بما هو حيوان حاصل الهوية من جوهر جسماني تكيف بكيفية مزاجية من باب أوائل الملموسات ولكل حيوان بل لكل عضو منه حد اعتدالي من حدود تلك اللمسية وصلاحه وفساده منوطان بانحفاظ هذه الكيفية المزاجية نوعا أو شخصا وبعدمه وله في هذه الكيفية كمال ونفس وله قوة مدركه لهذه الكيفية يسمى باللامسة وهي سارية في كل بدنه واجزائه الا ما شد والأعضاء الحسية كالعين والاذن واللسان والخيشوم أيضا داخله فيما يسرى فيه قوة اللمس كما هي داخله فيما يسرى تلك الكيفية اللمسية.
ولا شك ان اللذة هي ادراك الملائم من حيث هو ملائم والألم ادراك ضده من حيث هو ضده وقد مر ان الملائم لكل شئ ما يكون كمالا وقوه له وكمال الشئ يجب ان يكون من نوعه وضده من نوع جنسه القريب فادراك الملموسات الملائمة كمال للقوة اللمسية التي في سائر الأعضاء فيكون لذة لها بالذات وللنفس بواسطتها وادراك ضدها يكون ألما لها بالذات وللنفس بالواسطة فالملائم والمنافي للحيوان بما هو حيوان