لأجلها وبواسطتها الافعال من الموضوع ولكن جعل البدن فاعلا والقوة النفسانية آله غير مرضى فان البدن بما هو بدن قابل والقابل لا يكون فاعلا.
والتحقيق ان القوى الجسمانية لا يصدر عنها أفعالها الا بشركه موضوعاتها لان أفعالها كذواتها متقومة بالموضوع والمادة فالمسخن مثلا هو النار والنارية علة لكون النار مسخنة لغيرها فالمراد ان الصحة علة لكون البدن مصدر الفعل السليم وهذا المعنى مفهوم واضح في عبارة القانون في التعريف الثاني وأوضح منه في عبارة الشفاء لان اللام في التعليل أوضح من الباء وهي من عن فاندفاع الاعتراض عنها في غاية الوضوح.
واما المرض فقد عرفه الشيخ بأنه هيئة مضاده للصحة أي ملكه أو حاله يصدر عنها الافعال من الموضوع لها غير سليمه وذكر في موضع من الشفاء ان المرض من حيث هو مرض بالحقيقة وهو عدم لست أعني من حيث هو مزاج أو ألم وهذا مشعر بان بينهما تقابل العدم والملكة ووجه التوفيق بين كلاميه على ما أشار إليه بعض الفضلاء.
وهو ان الحصة عنده هيئة هي مبدأ سلامه الافعال وعند المرض تزول تلك الهيئة وتحدث هيئة هي مبدأ الآفة في الافعال فان جعل المرض عبارة عن عدم الهيئة الأولى وزوالها فبينهما تقابل العدم والملكة وان جعل عبارة عن نفس الهيئة الثانية فبينهما تقابل التضاد وكأنه يريد ان لفظ المرض مشترك بين الامرين أو حقيقة في أحدهما مجاز في الاخر والا فالاشكال باق.
وقيل المراد ان بينهما تقابل العدم والملكة بحسب التحقيق وهو العرف الخاص على ما مر وتقابل التضاد بحسب الشهرة وهو العرف العامي لان المشهور ان الضدين أمران ينسبان إلى موضوع واحد ولا يمكن ان يجتمعا كالزوجية والفردية لا بحسب التحقيق ليلزم كونهما في غاية التخالف تحت جنس قريب وقد عرفت في مبحث التقابل تخالف الاصطلاحين.