وعلى هذا الأساس نشاهد اليوم من هضم حقوق الدول الضعيفة من قبل الدول الكبرى فينهبون ثروات الدول الفقيرة دون اكتراث ودون أي وازع لعلمها بعدم استطاعة الدول الفقيرة أن تنال حقوقها المهدورة أو أن تقابل بالمثل.
فما سماه أخلاقا يقتصر على نطاق محدود من دون أن يكون معيارا عاما لكافة الشرائط والظروف.
3. إن ما ذكر راسل من إنكار معيار الحسن والقبح حتى يكون هو الأساس للقيم والأخلاق من الضعف بمكان لوجود احتمالات ثلاثة:
أ. الحسن والقبح بمعنى ما يرغب إليه الفرد أو يرغب عنه بملاك أنه يؤمن منافعه الشخصية أو لا يؤمن.
ب. الحسن والقبح ما يؤمن المنافع النوعية من دون نظر إلى المنافع الشخصية على وجه يكون الإنسان محورا لتمييز الحسن عن القبح مع قطع النظر عن الفرد ومنافعه أو مضاره.
ج. الحسن والقبح عبارة عن النظر إلى الشئ من زاوية خاصة وهو التجرد عن كل نزعاته، فعندئذ يرى في نفسه ميلا نحو أمور ورغبة عن أمور أخرى والذي نعبر عنها بالبعد الروحي أو الملكوتي للإنسان.
فهذا الفيلسوف تصور أن المعيار الأول هو الملاك للحسن والقبح وغفل عن المعيارين الآخرين اللذين لا يدوران على النفع الشخصي بل الثالث الذي لا يدور حول النفع والضرر بل يدور حول النظر إلى القضية مع قطع النظر عن مضاعفاتها وآثارها.
ثم إن ما ذكره " راسل " قد سبقه الفيلسوف الألماني " هيجل " (1770 - 1831 م) حيث فسر الأخلاق بالانقياد للقوانين السائدة، فحدد النفع الشخصي مع