سورة اسم مخصوص معروفة به في زمانه - صلى الله عليه وآله - بحيث إذا قال النبي - صلى الله عليه وآله - سورة طه، أو سورة مريم، أو سورة هود علمه الناس وفهموه. مثلا لما قال النبي - صلى الله عليه وآله -: " شيبتني سورة هود، علمه الناس لأن الوفا منهم حفظوها أو كتبوها. كل ذلك معلوم بالتواتر ولا شك فيه - إلى أن قال ما محصله -: فهم حفظوا القرآن الكريم بتمام الدقة حرفا بحرف، وكلمة بكلمة إلى عهدنا هذا، والله تعالى حتم على نفسه حفظه كما قال: " إن علينا جمعه وقرآنه " (1) وأنجز الله تعالى هذا الوعد، والمسلمون راعوا ضبط القرآن مع كمال المواظبة، وسلكوا مسلك الاحتياط إلى أنه لو كتب في الصدر الأول رسم الخط القديم على خلاف القواعد المعمولة، حفظوه بتلك الصورة ولم يجوزوا تغييره مثلا بعد واو الجمع لزوم ذكر الألف طبقا للقواعد المعمولة في رسم الخط، وهذه القاعدة كانت مرعية في القرآنات التي كتب في عهد الصحابة إلا في كلمة " جاؤ " و " فاؤ " و " باؤ " و " سعو في آياتنا " في سورة سبأ و " عتو عتوا " في الفرقان و " الذين تبوؤ الدار " في الحشر، فإن الألف في الموارد المذكورة لم يكتب في تلك القرآنات، وتبعهم المتأخرون في ترك الألف في الموارد المذكورة، ولم يجوزوا زيادتها حتى نعلم أنهم حفظوا وضبطوا القرآن بأمانة ودقة، ولم يكن سبيل للتحريف والتغيير فيه - إلى أن قال -: نعم في عهدنا لم يلتفت بعض الناشرين في إيران إلى النكتة المذكورة، ولم يراعوا ذلك وزادوا الألف في المواضع التي تركه الصحابة، وهذا موجب للأسف من جهة عدم توجه الناشرين إلى هذه النكتة المهمة، مع أن المسلمين في الممالك الاخر راعوا ذلك كمال الرعاية " (2).
والمحصل أن القرآن الموجود بين أيدينا مستند إلى التواتر القطعي سلفا عن