فكيف يجوز لهؤلاء النصارى واليهود أن يطمئنوا إلى عقيدتهم، ويركنوا إلى دينهم قبل أن يفحصوا عن صحة الشريعة اللاحقة لشريعتهم، كالشريعة النصرانية بالنسبة إلى اليهود، والشريعة الإسلامية بالنسبة إلى اليهود والنصارى، بل يجب بحسب فطرة العقول أن يفحصوا
____________________
تفحص ولم يثبت عنده صحة الأديان الموجودة، هو الايمان بهم على الإجمال، فإن علم من أوامرهم ونواهيهم شيئا، فعليه العمل بعلمه، فإن كان علما تفصيليا فهو وإلا فبمقتضى القواعد من الاحتياط فيما إذا أمكن ولا عسر، ومن التخيير فيما إذا لم يمكن، وبالجملة فالحكم بالرفض مطلقا محل تأمل، بل منع. ثم إن رمي الأمم السابقة بالتهمة في جميع ما ينقلون عن أنبيائهم من المعجزات، ليس بسديد، بل اللازم هو المراجعة إلى كتبهم المختلفة، فإن حصل في مورد تواتر النقل، ولو كان تواترا إجماليا فهو، وإلا فلا وقع لما لا يفيد العلم، كما لا يخفى وبالجملة فالتفصيل المذكور في منقولاتهم أحسن من رمي جميع منقولاتهم بالتهمة فلا تغفل.