أجده حتى انتهيت إلى المقام، فإذا هو قائم يصلي فقلت: أجب ابن عم رسول الله صلى لله عليه وسلم، فأوجز في صلاته واتبعني فأتيت أبي فقلت: هذا الرجل يا أبت، فقال له أبي: ممن الرجل؟ فقال: من العرب، قال: وما اسمك؟ قال: منازل ابن لا حق. قال: وما شأنك وما قضيتك؟ قال: وما قضية من أسلمته ذنوبه وأوبقته عيوبه فهو مرتطم في بحر الخطايا، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: اشرح لي خبرك.
قال: كنت شابا مبتلى على ملازمة اللهو واللعب والشراب والطرب لا أفيق منه ولا أفتر عنه، وكان لي والد يعظني كثيرا ويقول: يا بني! احذر هفوات الشباب وعثراته، فإن لله سطوات ونقمات ما هي من الظالمين ببعيد. وكان إذا ألح علي بالموعظة أوجعته بالضرب فحلف بالله مجتهدا ليأتين بيت الله الحرام فيتعلق بأستار الكعبة ويدعو علي، فخرج حتى انتهى إلى البيت فتعلق بأستار الكعبة وأنشأ يقول:
يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا * عرض المهامه من قرب ومن بعد إني أتيتك يا من لا يخيب من * يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد هذا منازل لا يرتد عن عققي * فخذ بحقي يا رحمن من ولدي وشل منه بحول منك جانبه * يا من تقدس لم يولد ولم يلد قال: فوالله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى، ثم كشف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس لا يستطيع يحركه.
قال: فأنبت وتبت ورجعت ولم أزل أرتضاه وأتخضع له وأسأله العفو عني إلى أن أجابني أن يدعو لي في المكان الذي دعا علي.
فحملته على ناقة عشرا وخرجت بعده أقفو أثره حتى إذا صرنا بوادي الأراك طار طائر من شجرة فنفرت منه الناقة فرمت به بين أحجار فرضخت رأسه فمات ولم أسمع منه كلمة فدفنته هناك ورجعت آيسا، وأعظم ما بي ما ألقاه من التعيير - أي