الفروع معا.
وقال أيضا في كتابه (تاريخ المذاهب الاسلامية) ص ٤٩ ط دار الفكر العربي:
ويستدلون على تعيين علي رضي الله عنه بالذات ببعض آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتقدون صدقها، وصحة سندها، مثل: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ومثل: أقضاكم علي، ومخالفوهم يشكون في نسبة هذه الأخبار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويستدل الإمامية أيضا باستنباطات استنبطوها من وقائع كانت من النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمر على علي أحدا من الصحابة قط، حيثما انفرد عن رسول الله في غزوة أو سرية كان هو الأمير. بخلاف أبي بكر وعمر وغيرهما من كبار الصحابة، فإنهم كانوا أحيانا أمراء، وأحيانا تكون الإمرة لغيرهم، وليس أدل على ذلك من جيش أسامة الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم من بعده فقد كان فيه أبو بكر وعمر، وأنهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعثهما في جيش أسامة لكيلا ينازعا عليا في الخلافة التي أوصى بها في اعتقادهم.
ويقولون أيضا عندما جعل أبا بكر أمير للحج، ونزلت سورة براءة أرسل عليا ليتلوها على الناس في موسم الحج، ولم يجعل ذلك لأبي بكر، مع أنه كان الأمير.
وقال الفاضل المعاصر الدكتور محمد عجاج الخطيب في (المختصر الوجيز في علوم الحديث) ص ٢٠٣ ط مؤسسة الرسالة سنة ١٤٠٧:
إن كل من قاتل عليا عالما فهو فاسق مردود الرواية والشهادة لخروجهم على الإمام الحق.
وقال الدكتور حسن حنفي في (من العقيدة إلى الثورة - الإيمان والعمل - الإمامة) ج ٥ ص ٢١٧ ط مكتبة المدبولي):
يذكر الشيعة عدة نصوص لإثبات تعيين النص لعلي منها: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ويرونها خاصة في علي وليست عامة في كل المؤمنين، الشرح ص ٧٦٥ - ٧٧٦، المغني ح ٢٠، الإمامة ص ١٣٣ - ١٣٩، وقد نزلت الآية في علي وهو يصلي عندما سأله سائل فأعطاه خاتمه راكعا، الطوالع ص ٢٤٤، والولي هو النصار أو المتصرف أي الإمام، المحصل ص ١٧٣ - ١٧٤، وكذلك (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وهي عامة وصحة الاستثناء عند الشيعة على الإمامة وعلي من أولي الأرحام، وأيضا (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) مع أنه عموم وليس خصوص وعند أهل السنة المراد الناصر وليس المتصرف مثل تحرم آيات موالاة اليهود، المواقف ص ٤٠٤ - ٤٠٥، وهو أيضا رأي هشام بن الحكم، التنبيه ص ٢٥، ص ٣٠، وأيضا (وإن تظاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح) وصالح هو أمير المؤمنين، المغني ح ٢٠، الإمامة ص ١٣٩ - ١٤٢ - ومن الحديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) الملل ح ٢ ص ٩٦ - ٩٧، المحصل ص ١٧٤ - ١٧٥، الغاية ص ٣٧٥، المغني ح ٢٠، الإمامة ص ١٤٤ - ١٥٨، وفي صياغة أخرى (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من كنت مولاه..) وبالتالي يكون النبي قد ذكرهم بوجوب طاعته والانقياد له وذلك يوم غدير خم، وفي صياغة أخرى (اللهم وال من ولاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار) وقد فهم عمر من ذلك الخلافة وهنأه وقال (بخ بخ يا علي! أصبحت مولى كان مؤمن ومؤمنة)، النهاية ص ٤٩٣ - ٤٩٤، ويرد أهل السنة على ذلك بأن المعنى المقصود من الموالاة هو التصرف والنصرة لابن العم والجار المظهر للحلف وليس الإمام واجب الطاعة، فهو اسم مشترك، التمهيد ص ١٦٩ - ١٧٢، الارشاد ص ٤٢١ - ٤٢٢، الشرح ص ٧٦٦، الغاية ص ٣٧٨ - ٣٧٩، وإن صح فهو خبر آحاد وليس خبرا متواترا، الارشاد ص ٤٢١ - ٤٢٢، المواقف ص ٤٠٥ - ٤٠٦، ولماذا لم يقل الرسول ذلك صراحة: هذا إمامكم بعدي الواجب طاعته فاسمعوا له وأطيعوا، التمهيد ص ١٧٢ - ١٧٣.
وذلك مثل (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)، النهاية ص ٤٩٤، المحصل ص ١٧٥، الغاية ص ٣٧٤، ويرد أهل السنة على ذلك أن الرسول قد قال: إني استخلفتك على أهل المدينة، في غزوة تبوك ردا على أهل النفاق وقولهم:
أبغض عليا وخلاه. ومنزل هارون من موسى هو أنه شريك في حياته وليس بعد موته لأن هارون مات قبل موسى وخلفه يوشع بمائون، التمهيد ص ١٧٣ - ١٧٥، الارشاد ص ٤٢٢، الفضل ح ٤ ص ١١٢ - ١١٣، الطوالع ص ٢٣٤، الشرح ص ٧٦٦، انتفاء التخصيص، الغاية ص ٣٧٧ - ٣٧٨ - المواقف ص ٤٠٦، شد الأزر به باستثناء المشاركة في النبوة مما يدل على الأفضلية لا على الإمامة، استخلاف الرسول غيره مثل استخلاف أبي بكر في الصلاة، وأسامة، عموم اللفظ لا خصوصه، المغني ح ٢٠، الإمامة ص ١٥٨ - ١٨٠، وقد قال الرسول عن عائشة (خذوا دينكم من الحميراء)، وقوله (أفقههم في الدين ابن عباس)، وأيضا (أعلمهم بالحلال والحرام معاذ)، الإمامة ص ١٨٢ - ١٨٥، وفي صياغة أخرى (أنت أخي وخليفتي في أهلي وقاضي ديني ومنجز عداتي. وقد قال الرسول في الصحابة كثيرا من هذا في أبي بكر وعمر، ومعظمها أخبار آحاد، لم يظهر الاحتجاج بها يوم السقيفة بل انقاد علي لأبي بكر وعمر، التمهيد ص ١٧٥ - ١٧٨، الغاية ص ٣٧٥ - ٤٧٨، المواقف ص ٤٠٦، الإمامة ص ١٨٢ - ١٨٥، والنص يعني فيما يتعلق بالأصل وليس بالدنيا، ففي صياغة ثالثة (سلموا على أمير المؤمنين، هذا خليفتي فيكم بعد موتي، فاسمعوا وأطيعوا) وهو من أخبار الآحاد، الطوالع ص ٢٣٤..
وقال أيضا في ص ٢٢٠:
وذلك مثل آية المباهلة، فقد جمع الرسول عليا وفاطمة والحسن والحسين وذلك يدل على أنه الأفضل وأحق بالإمامة وهو المراد أيضا بآية (وأنفسنا وأنفسكم)، ويرد أهل السنة بأن هذا في التفضيل وليس في الإمامة. كما أن عليا لم يكن في المباهلة. الإمامة ص 142، وأيضا حديث المؤاخاة، فالقصد أمر زائد على الأخوة فقد آخى بين عليا وبين نفسه.. وعند أهل السنة يدل ذلك أيضا على الفضل والقرب لا على الإمامة. وقد آخى الرسول بين أبي بكر وعمر. وقد كان المهاجرون أهل ضيق