انزل يا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم وإذا برجل ليس بالطويل العالي ولا بالقصير المتداني أبيض الوجه أملح الرجال شيبا فأقبل حتى وقف على الرأس فقال: السلام عليك يا عبد الله، السلام عليك يا بقية الصالحين قتلت طريدا وعشت سعيدا ولم تزل عطشانا حتى ألحقك الله بنا غفر الله لك، ولا غفر لقاتلك، الويل لقاتلك غدا من النار، ثم تنحى فقعد على كرسي من تلك الكراسي، ثم لم ألبث إلا يسيرا فإذا بسحابة عظيمة فيها دوي كدوي الرعد وخفقان أجنحة فنزلت حتى لصقت بالأرض وقام الأذان فسمعت قائلا يقول: انزل يا نبي الله يا موسى بن عمران، قال: فإذا برجل أشد الناس في خلقه وأتمهم في هيبته وعليه حلتان من حلل الجنة، فأقبل حتى وقف على الرأس فقام مثل ما تقدم ثم تنحى فجلس على كرسي من تلك الكراسي، ثم لم ألبث إلا يسيرا وإذا بسحابة أخرى وإذا فيها دوي عظيم وخفقان أجنحة فنزلت حتى لصقت بالأرض وقام الأذان فسمعت قائلا يقول: انزل يا عيسى انزل يا روح الله فإذا أنا برجل محمر وفيه صفرة وعليه حلتان من حلل الجنة فأقبل حتى وقف على الرأس فقال مثل مقالة آدم ومن بعده ثم تنحى فجلس على كرسي من تلك الكراسي، ثم لم ألبث إلا يسيرا وإذا بسحابة عظيمة فيها دوي كدوي الرعد والرياح وخفقان أجنحة فنزلت حتى لصقت بالأرض فقام الأذان وسمعت مناديا ينادي: انزل يا محمد، انزل يا أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه حلتان من حلل الجنة وعن يمينه صف من الملائكة والحسن وفاطمة رضي الله عنهما فأقبل حتى دنا من الرأس فضمه إلى صدره وبكى بكاء شديدا، ثم دفعه إلى أمه فاطمة فضمته إلى صدرها، وبكت بكاء شديدا حتى علا بكاؤها، وبكى لها من سمعها من ذلك المكان، فأقبل آدم عليه السلام حتى دنى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: السلام على الولد الطيب، السلام على الخلق الطيب أعظم الله أجرك وأحسن عزائك في ابنك الحسين ثم قام نوح وإبراهيم وموسى وعيسى: عليهم السلام فقالوا كقوله كلهم يعزونه صلى الله عليه وآله وسلم في ابنه الحسين ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبي آدم ويا أبي نوح ويا أبي إبراهيم ويا أخي موسى ويا أخي
(٣٣٧)