نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ١ - الصفحة ٦٠٠
في ذلك، حتى تقدم إليه عمه حمزة (رضي الله عنه) وقال: يا رسول الله تخرجنا وتمسك علي بن أبي طالب، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لو كان الأمر إلي ما جعلت من دونكم من أحد، والله ما أعطاه إياه إلا الله ".
ثم أتى إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) عمه العباس، واعترض عليه بذلك، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " والله يا عماه ما سددت عن أمري، ولا فتحت عن أمري ".
ووجد كثير من الصحابة في أنفسهم من تفضيل علي (عليه السلام)، فنادى منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصلاة جامعة، ولما اجتمعوا صعد (صلى الله عليه وآله وسلم) على المنبر، ولم يسمع منه تحميد، ولا تعظيم، ونادى برفيع صوته:
أيها الناس، ما أنا سددتها، ولا أنا فتحتها، بل الله عز وجل سدها، ثم قرأ: (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) [٥٩] إن الله أوحى إلى نبيه موسى: أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا موسى وهارون وابنا هارون، وإن الله أوحى إلي: أن ابني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وعلي وابنا علي، وأنه تعالى أوحى إلى موسى وأخيه: (أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة) [٦٠] وأمر موسى: أن لا يسكن مسجده، ولا ينكح فيه، ولا يدخله إلا هارون وذريته، وأن عليا مني بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته، فمن ساءه فهاهنا ". وأومأ بيده الشريفة نحو الشام، ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): " لك في هذا المسجد ما لي، وعليك فيه ما علي، وأنت وارثي، ووصيي، تقضي ديني، وتنجز عداتي، وتقاتل على سنتي، كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك ".
وقد روى هذا الحديث ابن عمر بن الخطاب حين ما سأله نافع مولى عمر من خير الناس بعد رسول الله، فقال: ما أنت وذلك لا أم لك - خيرهم بعده، من كان يحل له ما يحل له، ويحرم عليه ما يحرم عليه. فقال نافع: من هو؟ قال: علي بن أبي طالب، فإن النبي سد أبواب المسجد بأجمعها، وترك باب علي، وقال له: " لك في هذا المسجد مالي... الخ " [٦١].
وروى ابن أحمد بن حنبل بإسناده عن عمر بن الخطاب أنه قال: لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا، لأن أوتيتها لكان أحب إلي من أن أعطى حمر النعم: جوار رسول الله في المسجد، والراية يوم خيبر، ولم يذكر الثالث [٦٢].
وقال ابن عمر: كنا نقول خير الناس بعد رسول الله أبو بكر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر [٦٣].
إلى غير ذلك مما ذكره المخالفون المنحرفون عنه (عليه السلام) من فضائله وفواضله، فضلا عن المؤمنين المحبين له، فراجع الكتب المفصلة.
[١] المناقب: ١٢٦ / ١٤٠ و ١٤١.
[٢] فرائد السمطين ١: ١٨٣ / ١٤٦.
[٣] المناقب: ٣٠٦ / ٣٠٢ و ٣١٣ / ٣١٤ و ٣٢٩ / ٣٤٩.
[٤] لم نعثر على كتابه.
[٥] حكاه عنه الخوارزمي في المناقب: ٣٣٠ / ٣٤٩، وابن شاذان في مائة منقبة: ١٣٦ / ٧٥.
[٦] أمالي المفيد (مصنفات الشيخ المفيد) ١٣: ٩٤.
[٧] أمالي الطوسي: ٥٥٩ و ٥٧٦.
[٨] الكافي ٤: ٥٦١ / ٧.
[٩] لم نعثر على هذا الكتاب للسيد المرتضى، ولكن الحديث موجود في كتاب عيون المعجزات لحسين بن عبد الوهاب: ٢ و ٤ بطريقين، وأيضا انظر رسائل الشريف المرتضى ١: ٢٧٣.
[١٠] الثاقب في المناقب (الطوسي): ٢٥٣ / ٢١٩ و ٢٥٤ / ٢٢٠.
[١١] إعلام الورى ١: ٣٥٠.
[١٢] الخصال ٢: ٥٥ / ٣٠، من لا يحضره الفقيه ١: ١٣٠ / ٦١٠.
[١٣] خصائص الأئمة: ٥٢.
[١٤] لا يوجد لدينا هذا التفسير.
[١٥] المناقب (ابن شهرآشوب) ٢: ٣١٧ في طاعة الجمادات له.
[١٦] ينابيع المودة (القندوزي) ١: ٤١٦ عن كتاب الإرشاد.
[١٧] خصائص الأئمة (الرضي): ٥٦، الثاقب في المناقب (الطوسي): ٢٥٣، عدة الداعي (الحلي): ٨٧.
[١٨] القصائد السبع العلويات (مع شرحها للسيد محمد صاحب المدارك): ٦٤.
[١٩] المناقب: ١١٣ / ١٢٣.
[٢٠] فرائد السمطين ١: ١٨٤ / ١٤٧.
[٢١] لم نعثر عليه في الفردوس.
[٢٢] حكاه عنه ابن شهرآشوب في المناقب ٢: ٣٢٢ في طاعة الجمادات له (عليه السلام).
[٢٣] المناقب ٢: ٣٢٢ في طاعة الجمادات له (عليه السلام).
[٢٤] انظر أمالي الصدوق: ٤٧٢ / ١٤، روضة الواعظين (النيسابوري): ١٢٨، المناقب (ابن شهرآشوب) ٢: ٣٢٣ في طاعة الجمادات له (عليه السلام)، كشف الغمة (الإربلي) ١: ١٥٥ في أنه أفضل الأصحاب.
[٢٥] المناقب: ٢١٢ / ٢٨٠..
[٢٦] تفسير الثعلبي ٦: ١٥٦.
[٢٧] لم نعثر عليه في تفسيره.
[٢٨] الطرائف: ٨٣ / ١١٦، سعد السعود: ١١٢، اليقين: ٣٧٦.
[٢٩] انظر الثاقب في المناقب: ١٧٣ / ١٦٠، وفيه عن أنس.
[٣٠] الكهف: ٩.
[٣١] سعد السعود: ١١٢ - ١١٤.
[٣٢] راجع ص ٦٠٢ الهامش ٦.
[٣٣] حكاه عنه الأسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة: ٥٣٩.
[٣٤] المناقب ٢: ٣٣٧ في أموره مع المرضى والموتى.
[٣٥] النساء: ٥٩.
[٣٦] التوبة: ٧٨.
[٣٧] غافر: ١٨ و ١٩.
[٣٨] الزخرف: ١٩.
[٣٩] الطرائف (ابن طاووس): ٢١٤ وفيه أصابه برص.
[٤٠] انظر الخصال (الصدوق) ١: ٣٣٦ / ٣٧، وفيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) بتفاوت.
[٤١] المناقب: ١٢٥ / ١٣٩..
[٤٢] لم نعثر على هذا الكتاب.
[٤٣] المناقب: ٣٠٥ / ٣٠٠.
[٤٤] أمالي الصدوق: ١٨٨ / ٤.
[٤٥] لم نعثر عليه في مشارق أنوار اليقين وانظر الطرائف (ابن طاووس): ٨٧.
[٤٦] المناقب ٢: ٢٤٣ في محبة الملائكة إياه.
[٤٧] انظر ثاقب المناقب: ٢٧٢ / ٢٣٦.
[٤٨] مسند أحمد ٤: ٣٦٩، فضائل الصحابة (أحمد بن حنبل) ٢: ٩٨١ - ٩٨٥.
[٤٩] المناقب: ٢٢٦ / ٣٠٣ و ٣٠٤ - ٣٠٩.
[٥٠] الفردوس بمأثور الخطاب ٢: ٣٠٩ / ٣٣٩٦.
[٥١] حكاه عنه البحراني في غاية المرام ٦: ٢٣٩.
[٥٢] المناقب: ١٢٧ / ١٤٠ وص ٣١٥ / ٣١٤ وص ٣٢٧ / ٣٣٨.
[٥٣] حكاه عنه في غاية المرام ٦: ٢٤٠.
[٥٤] فرائد السمطين ١: ٢٠٥ / ١٦٠ و ١٦١ - ١٦٤.
[٥٥] المناقب الفاخرة حكاه عنه البحراني في غاية المرام ٦: ٢٤٢.
[٥٦] علل الشرائع ١: ٢٠١ / ١ باب ١٥٤، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ٢: ٦٦ / ٣٠٢، أمالي الصدوق: ٢٧٣ / ٣ و ٧ و ٨.
[٥٧] مسألتان في النص على علي (عليه السلام) (مصنفات الشيخ المفيد) ٧: ٤.
[٥٨] أمالي الشيخ الطوسي: ٥٧٦..
[٥٩] النجم: ١ - ٤.
[٦٠] يونس: ٨٧.
[٦١] العمدة (لابن البطريق): ١٨٠، الطرائف (ابن طاووس): ١٣٣، كشف الغمة (الإربلي) ١:
٣٣٣ في ذكر سد الأبواب.
[٦٢] فضائل الصحابة ٢: ٦٥٩ / ١١٢٣، المستدرك (للحاكم) ٣: ١٢٥ معرفة الصحابة، وفيه ذكر الثالث.
[٦٣] مسند أحمد ٢: ٢٦، تحفة الأحوذي (للمباركفوري) ١٠: ١٣٩، مسند أبي يعلى ٥:
١٠٢ / 5575.