____________________
«حمدا لك اللهم كاشف الظلم» وغير خفي ما فيه أيضا من البلاغة وبراعة الاستهلال، حيث إن تلك الأصول الخمسة مما لا يسع الناس الجهل بها، ولا اتباع الظن فيها اجتهادا أو تقليدا، على خلاف الأحكام الفرعية التي يكتفى فيها بالظن (1) والتقليد.
وعليه فاتباع الظن في تلك الأصول ضلال وظلمة لا يكشفها إلا ما حواه العلم المذكور من البراهين القطعية؛ ولذلك كان توصيف الباري تعالى بكاشفيته للظلم إشارة إلى ما ذكر من براعة الاستهلال.
ثم وصفه سبحانه بقوله طاب ثراه: «ومنشئ العالم» إشارة إلى قدمه جل وعلا، وحدوث ما سواه، وإن ذلك من مهمات مباحث الكتاب.
ثم أكد ذلك بقوله (قدس سره): «من كتم العدم» تصريحا بحدوث العالم (2).
ثم ليعلم أن كلمة " حمدا " في أول البيت مفعول مطلق لفعله المنوي قبله، وقد وصفه (قدس سره) بصفات ثلاث:
إحداها: كونه في الكثرة خارجا عن حد العدد، بحيث لا يمكن تعداده.
وثانيها: كونه خارجا عن التحديد بالمراتب، بحيث لا تكون له مرتبة دون مرتبة.
ثالثها: كونه في التأبيد والاستمرار خارجا عن حد الأمد والانتهاء، بحيث لا يعتريه زوال ولا انقطاع. فقال (قدس سره): «حمدا بلا عد وحد وأمد» والمقصود:
استحقاق ذاته المقدسة للحمد المذكور الذي لا يمكن صدوره من غيره تعالى. وقد
وعليه فاتباع الظن في تلك الأصول ضلال وظلمة لا يكشفها إلا ما حواه العلم المذكور من البراهين القطعية؛ ولذلك كان توصيف الباري تعالى بكاشفيته للظلم إشارة إلى ما ذكر من براعة الاستهلال.
ثم وصفه سبحانه بقوله طاب ثراه: «ومنشئ العالم» إشارة إلى قدمه جل وعلا، وحدوث ما سواه، وإن ذلك من مهمات مباحث الكتاب.
ثم أكد ذلك بقوله (قدس سره): «من كتم العدم» تصريحا بحدوث العالم (2).
ثم ليعلم أن كلمة " حمدا " في أول البيت مفعول مطلق لفعله المنوي قبله، وقد وصفه (قدس سره) بصفات ثلاث:
إحداها: كونه في الكثرة خارجا عن حد العدد، بحيث لا يمكن تعداده.
وثانيها: كونه خارجا عن التحديد بالمراتب، بحيث لا تكون له مرتبة دون مرتبة.
ثالثها: كونه في التأبيد والاستمرار خارجا عن حد الأمد والانتهاء، بحيث لا يعتريه زوال ولا انقطاع. فقال (قدس سره): «حمدا بلا عد وحد وأمد» والمقصود:
استحقاق ذاته المقدسة للحمد المذكور الذي لا يمكن صدوره من غيره تعالى. وقد