كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن، وقوله تعالى: يستبدل قوما غيركم، قال الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العباد استبدل الله بهم الملائكة، وجاء: إن تولى أهل مكة استبدل الله بهم أهل المدينة، وجاء أيضا:
يستبدل قوما غيركم من أهل فارس، وقيل: المعنى إن تتولوا يستبدل قوما أطوع له منكم. قال ابن بري: ويقال قوم من الجن وناس من الجن وقوم من الملائكة، قال أمية:
وفيها من عباد الله قوم، ملائك ذللوا، وهم صعاب والمقام والمقامة: المجلس. ومقامات الناس: مجالسهم، قال العباس بن مرداس أنشده ابن بري:
فأيي ما وأيك كان شرا فقيد إلى المقامة لا يراها ويقال للجماعة يجتمعون في مجلس: مقامة، ومنه قول لبيد:
ومقامة غلب الرقاب كأنهم جن، لدى باب الحصير، قيام الحصير: الملك ههنا، والجمع مقامات، أنشد ابن بري لزهير:
وفيهم مقامات حسان وجوههم، وأندية ينتابها القول والفعل ومقامات الناس: مجالسهم أيضا. والمقامة والمقام: الموضع الذي تقوم فيه. والمقامة: السادة.
وكل ما أوجعك من جسدك فقد قام بك. أبو زيد في نوادره: قام بي ظهري أي أوجعني، وقامت بي عيناي.
ويوم القيامة: يوم البعث، وفي التهذيب: القيامة يوم البعث يقوم فيه الخلق بين يدي الحي القيوم. وفي الحديث ذكر يوم القيامة في غير موضع، قيل: أصله مصدر قام الخلق من قبورهم قيامة، وقيل: هو تعريب قيمثا (* قوله تعريب قيمثا كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما. ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط)، وهو بالسريانية بهذا المعنى. ابن سيده: ويوم القيامة يوم الجمعة، ومنه قول كعب: أتظلم رجلا يوم القيامة؟
ومضت قويمة من الليل أي ساعة أو قطعة، ولم يجده أبو عبيد، وكذلك مضى قويم من الليل، بغير هاء، أي وقت غير محدود.
فصل الكاف * كتم: الكتمان: نقيض الإعلان، كتم الشئ يكتمه كتما وكتمانا واكتتمه وكتمه، قال أبو النجم:
وكان في المجلس جم الهذرمه، ليثا على الداهية المكتمه وكتمه إياه، قال النابغة:
كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا، وهمين: هما مستكنا، وظاهرا أحاديث نفس تشتكي ما يريبها، وورد هموم لا يجدن مصادرا وكاتمه إياه: ككتمه، قال:
تعلم، ولو كاتمته الناس، أنني عليك، ولم أظلم بذلك، عاتب وقوله: ولم أظلم بذلك، اعتراض بين أن وخبرها، والاسم الكتمة.
وحكى اللحياني: إنه لحسن الكتمة.