نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٩٣
الموحدة قال وهو الشدة والمضرة والمراد هنا سكرات الموت قال ولم يقله بالياء المثناة موافقة لقوله تعالى فلم يك ينفعهم إيمانهم لما راو بأسنا انتهى ولا يخفى أنه بالباء الموحدة أعم منه بالياء كما هو الظاهر إلا أن يراد باليأس ههنا مشاهدة عذاب الآخرة كما قال شارح والمراد هنا شدة عذاب الآخرة لأن المؤمن عند نزع الروح يرى مكانه في الجنة والكافر يرى شدة عذاب الآخرة ومكانه في النار وهو الظاهر ههنا والامتثال: الانقياد والطاعة إلى الأمر والنهي الإعراب ما نافية بمعنى ليس أيمن اسمها مضاف إلى شخص وحال منصوب على الظرفية مضاف إلى ياس والعامل فيه إيمان وتعلقه بمقبول غير مقبول كما لا يخفى على أهل العقول وبمقبول في محل النصب خبر ما ولفقد في محل رفع خبر مبتدأ محذوف أي وذلك لعدم الامتثال أي الانقياد والايتمار بأوامره تعالى قبل أن يصل إلى تلك الحالة (وحاصل معنى البيت) أن إيمان الكافر وقت يأسه من الحياة أو عند معاينة البأس غير مقبول لقوله تعالى فلم يك ينفعهم إيمانه لما راو بأسنا وقوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن فقد قال جماعة إن المراد بالسيئات: الشرك أو عمل النفاق وقال تعالى في شأن فرعون حتى إذا أدركه الفرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فقال تعالى باستفهام الإنكار الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فلم يقبل إيمانه ح كما مشى عليه الجمهور. قيد بالإيمان لأن توبة المؤمن العاصي ح مقبولة عندنا قال شارح وأما توبة المؤمن المذنب في تلك الحالة فمقبولة بإجماع الأمة انتهى يعني حالة الاحتضار لكن في دعوى الإجماع نظر قال الشارح المقدسي وهذا بخلاف توبة المسلم العاصي ح فإنها تقبل ما لم يغرغر أي تبلغ الروح الحلقوم لما روي ابن عمر رضي الله عنهما أنه عليه الصلاة والسلام قال إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغر غره والفرق بين المؤمن والكافر فيما ذكر أن المؤمن العاصي قد سبقت منه المعرفة بربه قبل ذلك وأما الكافر فلا معرفة له ويريد أن يبتدئ ح إيمانا فلا يفعه انتهى ورده علي قاري رحمه الباري وساوى بينهما في عدم القبول ح مستدلا بظاهر الآية المتقدمة بأن السيئات شاملة لغير الكفر قال ومن القواعد إن معارضة النص القطعي غير مقبولة انتهى أقول وبالله التوفيق إن فيه خبطا لا يخفى منشأه التخليط بين الحالتين فإن المراد باليأس في الآية مشاهدة أهوال الآخرة كما قدمنا فهذه حالة لا يرجى فيها الحياة فهي حالة اليأس
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139