الموحدة قال وهو الشدة والمضرة والمراد هنا سكرات الموت قال ولم يقله بالياء المثناة موافقة لقوله تعالى فلم يك ينفعهم إيمانهم لما راو بأسنا انتهى ولا يخفى أنه بالباء الموحدة أعم منه بالياء كما هو الظاهر إلا أن يراد باليأس ههنا مشاهدة عذاب الآخرة كما قال شارح والمراد هنا شدة عذاب الآخرة لأن المؤمن عند نزع الروح يرى مكانه في الجنة والكافر يرى شدة عذاب الآخرة ومكانه في النار وهو الظاهر ههنا والامتثال: الانقياد والطاعة إلى الأمر والنهي الإعراب ما نافية بمعنى ليس أيمن اسمها مضاف إلى شخص وحال منصوب على الظرفية مضاف إلى ياس والعامل فيه إيمان وتعلقه بمقبول غير مقبول كما لا يخفى على أهل العقول وبمقبول في محل النصب خبر ما ولفقد في محل رفع خبر مبتدأ محذوف أي وذلك لعدم الامتثال أي الانقياد والايتمار بأوامره تعالى قبل أن يصل إلى تلك الحالة (وحاصل معنى البيت) أن إيمان الكافر وقت يأسه من الحياة أو عند معاينة البأس غير مقبول لقوله تعالى فلم يك ينفعهم إيمانه لما راو بأسنا وقوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن فقد قال جماعة إن المراد بالسيئات: الشرك أو عمل النفاق وقال تعالى في شأن فرعون حتى إذا أدركه الفرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فقال تعالى باستفهام الإنكار الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فلم يقبل إيمانه ح كما مشى عليه الجمهور. قيد بالإيمان لأن توبة المؤمن العاصي ح مقبولة عندنا قال شارح وأما توبة المؤمن المذنب في تلك الحالة فمقبولة بإجماع الأمة انتهى يعني حالة الاحتضار لكن في دعوى الإجماع نظر قال الشارح المقدسي وهذا بخلاف توبة المسلم العاصي ح فإنها تقبل ما لم يغرغر أي تبلغ الروح الحلقوم لما روي ابن عمر رضي الله عنهما أنه عليه الصلاة والسلام قال إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغر غره والفرق بين المؤمن والكافر فيما ذكر أن المؤمن العاصي قد سبقت منه المعرفة بربه قبل ذلك وأما الكافر فلا معرفة له ويريد أن يبتدئ ح إيمانا فلا يفعه انتهى ورده علي قاري رحمه الباري وساوى بينهما في عدم القبول ح مستدلا بظاهر الآية المتقدمة بأن السيئات شاملة لغير الكفر قال ومن القواعد إن معارضة النص القطعي غير مقبولة انتهى أقول وبالله التوفيق إن فيه خبطا لا يخفى منشأه التخليط بين الحالتين فإن المراد باليأس في الآية مشاهدة أهوال الآخرة كما قدمنا فهذه حالة لا يرجى فيها الحياة فهي حالة اليأس
(٩٣)