وفيه نظر لأن ذلك عين الفساد للزوم العجز عن الاستقلال بالفعل وثبوت المشاركة وهما باطلان للزوم انتفاء الوحدانية وقد ثبت بالنصوص القاطعة أن صانع العالم واحد لا شريك له فلا يمكن أن يصدق مفهوم واجب الوجود إلا على ذات واحدة منزهة عن الافتقار إلى شئ قال تعالى لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا إذ لو أمكن ثبوت إلهين لأمكن بينهما تمانع بأن يريد أحدهما موت زيد مثلا والآخر حياته لأن كلام منهما أمر ممكن في نفسه وكذا تعلق الإرادة بكل منهما إذ لا تضاد بين الإرادتين بل بين المرادين و ح إما أن يحصل الأمران فيجتمع الضدان وهو باطل أو لا فيلزم عجز أحدهما وهو أمارة الحدوث والامكان فالتعدد مستلزم لإمكان التمانع المستلزم للمحال فيكون محالا وهذا تفصيل ما يقال إن أحدهما إن لم يقدر على مخالفة الآخر لزم عجزه وإن قدر لزم عجز الآخر وبما ذكر يندفع ما يقال إنه يجوز أن يتفقا من غير تمانع أو أن تكون الممانعة والمخالفة غير ممكنة لاستلزامها المحال أو أن يمتنع اجتماع الإرادتين كإرادة الواحد الحركة زيد وسكونه معا وتمامه في المطولات الإعراب كذا متعلق بالخبر المحذوف مع مبتدئه بقرينة البيت السابق والإشارة إلى الجملة أو في محل نصب صفة لمصدر محذوف تقديره مستغن عن المعين والناصر استغناء كاستغنائه عن الزوجة والولد وعن كل متعلق بمستغن المقدر وكل مضاف وذي بمعنى صاحب مضاف إليه وذي مضاف إلى عون ونصر عطف على عون وتفرد فعل ماض بمعنى توحد وذو الجلال فاعله وذو المعالي عطف على ذو الجلال وفي بعض النسخ وذو التعالي ومنه المتعال من أسمائه تعالى (ومعناه) على بقهره وقدرته كل شئ وفي بعضها ذو الجلالة والمعالي ومشى عليه بعض الشراح قال الناظم رحمه الله 17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال أي يجب اعتقاد أن الله تعالى يميت الخلائق كلها على سبيل القهر الإنس والجن والملائكة والطير والوحوش وغير ذلك ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وهو حي لا يموت قال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ا ه روي أنه لما نزل قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت ظن الملائكة عدم الموت لكونهم ليسوا بنفوس فلما نزل قوله تعالى كل من عليها فان قوي ذلك عندهم لأنهم ليسوا عليها فلما نزل قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام تيقنوا بالموت ومن قدر على الإبداء من العدم قادر على الإماتة ثم الإحياء فيحيي الأموات كلها للجزاء يوم القيامة ويعيدها بأعيانها عند النفخة الأخيرة وبين
(٣٤)