وجوز بعضهم لقوله تعالى حكاية عن إبليس قال رب انظرني إلى يوم يبعثون فقال تعالى إنك من المنظرين فهذه إجابة وإليه ذهب أبو القاسم الحكيم وأبو نصر الدبوسي وقال صدر الشهيد وبه يفتي ولكن لا يخفى ما في الاستدلال بالآية لاحتمال أن يكون ذلك إخبارا عما سبق في العلم الأزلي لا استجابة فالأولى أن يقتصر في الاستدلال لهذا القول بالحديث ولا مقتضى لصرفه عن ظاهره فافهم. قال الناظم رحمه الله 54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال الأجداث بالجيم وفي آخره ثاء مثلثة جمع جدث بسكون الدال وقد تحرك ويجمع أيضا على أجدث بضم الدال على وزن أفعل جمع قلة أيضا والمراد ههنا جمع الكثرة وهو مستفاد من آل الاستغراقية يقال أجدث إذا اتخذ جدثا أي قبرا وقد تبدل ثاؤه فاء لغة فيه والمشهور الأول وبه ورد القرآن الكريم وسيبلى من البلاء بالفتح والمد لا من البلى بالكسر والقصر يعني سؤال منكر ونكير في القبر حق ثابت بالدلائل السمعية يبتلى به كل شخص في قبره فيسألان عن توحيد ربه ولو كان قبره البحر أو الهواء أو جوف السباع أو غيرها بعد رد روحه إليه وجلوسه قيل معتمدا على يديه مائلا إلى قفاه فيجيب بما مات عليه من إيمان أو كفر وقد وردت الأحاديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كقوله إذا دفن الميت في قبره أتاه ملكان أسودان أزرقا العينين وهما شخصان مهيبان معهما مرزبتان يقعدان العبد في قبره ويسألانه عن ثلاثة من ربك وما دينك ومن نبيك فإذا أجابهما وسعا في قبره سبعين ذراعا بشارة ويقولان له ثبتك الله بالقول الثابت نم قرير العين وإن كان كافرا يقول هاه هاه لا أدري فيقولان له لا دريت ويضربانه بمرزبة يسمعها ما بين الخافقين إلا الجن والإنس فمن أنكر سؤال القبر كان معتزليا أو قدريا وظاهر كلام المص رحمه الله تعميم السؤال إذ الأصل في كلمة كل استغراق أفراد النكرة الداخلة هي عليها وهذا عند البعض من أن للأنبياء والصبيان سؤالا قال السيد أبو شجاع أن للصبيان سؤالا وكذا للأنبياء عند البعض وقدمناه مع زيادة لكن قال الكمال ابن الهمام في مسايرته الأصح أن الأنبياء لا يسألون ولا أطفال المؤمنين واختلف في أطفال المشركين ودخولهم الجنة أو النار وتردد فيهم أبو حنيفة رحمه الله وغيره ووردت فيهم أخبار متعارضة فالسبيل تفويض أمرهم إلى الله تعالى قال محمد بن الحسن رحمهما الله اعلم أن الله تعالى لا يعذب أحد بلا ذنب انتهى واختلف
(١١٦)