الإعراب لأهل خبر مقدم وجنات مبتدأ مؤخر وتعمى معطوف عليه وهي بضم النون لغة في النعمة أو اسم لها وأراد بها مطلق نعم الجنة أو الروية لأنها أعظم نعم الجنان كما سيأتي وللكفار خبر مقدم وإدراك النكال مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة على الجملة والإدراك إما بفتح الهمزة جمع درك بفتح الراء بمعنى أسفل قال تعالى إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وقد تسكن الراء في المفرد وبه قرأ الكوفيون والدرك بالكافر ما كان إلى الأسفل والدرج بالجيم ما كان إلى الأعلى وإما بكسر الهمزة مصدرا درك إذ لحقه فيكون من إضافة المصدر إلى فاعله تنبيهات الأول نكر المص رحمه الله لفظ جنات للتعظيم وجمعها لأنها سبع على قول ابن عباس رضي الله عنهما: جنة الفردوس، جنة عدن، حنة النعيم دار الخلد، جنة المأوى، دار السلام، وعليون. في كل منها مراتب ودرجات على حسب تفاوت الأعمال قال الإمام محمد بن محمود بن السمرقندي في تفسير قوله تعالى فهم في روضة يحبرون عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مأة درجة ما بين كل درجتين منهما كما بين السماوات والأرض والفردوس أعلاها وأوسطها محلة أي مكانا ومنها تفجر أنهار الجنة وعليها يوضع العرش يوم القيامة انتهى والثاني روي عن كعب أن الجنة في السماء السابعة بميزان بيت المقدس والصخرة ولو وقع منها حجر لوقع على الصخرة رواه عمران بن بكار وفي العرايس عن عبد الله قال الجنة اليوم في السماء السابعة فإذا كان غدا جعلها الله حيث يشاء والثالث ذكر بعض العلماء أن علامة أهل الجنة وعلامة أهل النار تظهر على الإنسان حال حياته وعند الموت لمن كشف الله عن بصيرته وقال بعض شراح أربعين النووية فائدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة الشقوة جمود العين وقساوة القلب وحب الدنيا وطول الأمل وقال ذو النون المصري علامة السعادة: حب الصالحين والدنو منهم وتلاوة القرآن وسهر الليل ومجالسة العلماء ورقة القلب ونقل الشيخ الأجهوري أن من علامة البشرى للميت أن يصفر وجهه ويعرق جبينه وتذرف عيناه دموعا ومن علامة السوء: أن تحمر عيناه وتربد شفتاه ويغط كغطيط البكر وتربد بالراء المهملة بعدها باء موحدة قال في القاموس الربدة: لون إلى الغبرة والله أعلم قال الناظم رحمه الله 19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهلوهما أهل انتقال هذا مذهب أهل السنة الذي يجب اعتقاده فإنهم يقولون لا فناء للجنة ونعيمها ولا للجحيم
(٣٩)