34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال هذا شروع في بيان التفضيل بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والمراد بالصديق أبو بكر رضي الله عنه لقبه به النبي صلى الله عليه وسلم لتصديقه له في النبوة من غير تعلثم وفي المعراج بلا تردد واسمه عبد الله وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة واسم أبيه عثمان وكنيته أبو قحافة والمراد بالرجحان الزيادة في الفضيلة على سائر الصحابة رضي الله عنهم والجلي الظاهر ظهورا بينا لا خفاء فيه والأصحاب جمع صحب وهو عند سيبويه اسم جمع لصاحب وجمع له عند الأخفش وبه جزم الجوهري وفي القاموس صحبة كسمعه صحابة ويكسر وصحبه عاشره وهم أصحاب وأصاحب وصحبان وصحاب وصحابة وصحب انتهى والصاحب بمعنى الصحابي وهو من لقى النبي صلى الله عليه وسلم لا على وجه خرق العادة مؤمنان به ومات على ذلك وإن لم يرو عنه شيئا ولم تطل صحبته وقوله من غير احتمال نفي لأن يكون في ذلك قول آخر عند أهل السنة والجماعة الإعراب للصديق في محل رفع خبر مقدم ورجحان مبتدأ مؤخر وعلى الأصحاب متعلق برجحان ومن غير احتمال إما في محل رفع صفة أخرى لرجحان أو خبر مبتدأ محذوف أي وذلك من غير احتمال أو صفة مؤكدة لجلي (وحاصل معنى البيت) أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أفضل الصحابة أجمعين باتفاق المسلمين وإذا كان أفضلهم كان أفضل جميع الناس بعد الأنبياء عليهم السلام بالضرورة لثبوت ذلك بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة قال تعالى ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه أي على أبي بكر رضي الله عنه لأنه هو الذي خاف وقال عليه السلام ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر وقد تقدم. عن ابن عمر رضي الله عنهما كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمته بعده أبو بكر ثم عم ثم عثمان زاد الطبراني فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره وروي عن عمرو بن العاص قال للنبي صلى الله عليه وسلم من أحب النساء إليك يا رسول الله فقال عائشة فقال ومن الرجال قال أبوها فمن قال إن أحدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أبي بكر كان معتزليا رافضيا ولا يرد النقض بعيسى عليه السلام حيث إنه سيأتي بعد نبينا لأنه وإن كان تابعا لدين نبينا إلا أنه لا يقال له أمة في العرف ألا يرى أن لوطا كان تابعا لإبراهيم وهارون لموسى عليهم السلام وليس أحدهما أمة للآخر ويلقب أبو بكر بالعتيق أيضا لقوله عليه السلام من أراد أن ينظر إلى عتيق الله من النار فلينظر إلى أبي بكر ولد بمكة بعد الفيل
(٧٧)