نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١١٨
سيبلى وشخص مجرور بإضافة كل إليه وبالسؤال متعلق بسيبلى (وحاصل معنى البيت) سيبلى كل شخص من المكلفين أو من بني آدم في قبره بالسؤال عن توحيد ربه إلا من استثنى عن ذلك والله أعلم وأحكم قال الناظم رحمه الله تعالى 55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من شر الفعال الواو عاطفة قصة على قصة وللكفار متعلق بيقضى وللفساق عطف على الكفار ويقضى على صيفة المبني للمفعول ونائب فاعله عذاب القبر وحذف الفاعل لعينه لأن هذا القضاء لا يكون إلا من الله تعالى كما دل عليه القرآن الكريم ومن شر متعلق بيقضى أو بعذاب ومن ههنا تعليلية كما في قوله تعالى مما خطيئاتهم أغرقوا وقول الشاعر: يقضى حياء ويقضى من مهابته * كما في المغني والفعال بكسر الفاء جمع فعل وبالفتح مصدر كما في الصحاح وكلا المعنيين محتمل ههنا (وحاصل معنى البيت) إن عذاب القبر حق ثابت بالأدلة واقع للكفار ولمن يستحق ذلك من عصاة المؤمنين وكذلك نعيمه للمؤمنين فوقوعه أيضا واجب وتركه المص رحمه الله وقد ذكر في سائر كتب هذا الفن اكتفاء بذكر المقابل ولأن النصوص الواردة في عذاب القبر أكثر ولأن غالب أهل القبور كفار وعصاة لكن ما ذكره أولى كما فعل غيره كالنسفي رحمه الله وقال صاحب الجوهرة: سؤالنا ثم عذاب القبر نعيمه واجب كبعث الحشر وهو أمر ممكن أخبر به الصادق ونطقت به النصوص قال تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب وقال تعالى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا أريد به عذاب القبر وقال تعالى سنعذبهم مرتين أي مرة في القبر ومرة يوم القيامة وقوله تعالى فلنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر جاء في التفسير الأدنى عذاب القبر وقال عليه السلام يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت نزلت في عذاب القبر إذا قيل له من ربك وما دينك ومن نبيك الحديث وقال عليه السلام القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران وبقية الأحاديث في هذا المعنى قد بلغ جملتها حد التواتر وإن لم يبلغ آحادها حد التواتر وأنكر عذاب القبر بعض المعتزلة والروافض زعما بأن الميت جماد لا حياة له ولا إدراك له فتعذبه محال. الجواب إنه مردود بما قدمنا ولأنه يجوز أن يخلق الله تعالى في جميع أجزائه أو في بعضها نوعا من الحياة قدر ما يدرك ألم العذاب
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139