سيبلى وشخص مجرور بإضافة كل إليه وبالسؤال متعلق بسيبلى (وحاصل معنى البيت) سيبلى كل شخص من المكلفين أو من بني آدم في قبره بالسؤال عن توحيد ربه إلا من استثنى عن ذلك والله أعلم وأحكم قال الناظم رحمه الله تعالى 55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من شر الفعال الواو عاطفة قصة على قصة وللكفار متعلق بيقضى وللفساق عطف على الكفار ويقضى على صيفة المبني للمفعول ونائب فاعله عذاب القبر وحذف الفاعل لعينه لأن هذا القضاء لا يكون إلا من الله تعالى كما دل عليه القرآن الكريم ومن شر متعلق بيقضى أو بعذاب ومن ههنا تعليلية كما في قوله تعالى مما خطيئاتهم أغرقوا وقول الشاعر: يقضى حياء ويقضى من مهابته * كما في المغني والفعال بكسر الفاء جمع فعل وبالفتح مصدر كما في الصحاح وكلا المعنيين محتمل ههنا (وحاصل معنى البيت) إن عذاب القبر حق ثابت بالأدلة واقع للكفار ولمن يستحق ذلك من عصاة المؤمنين وكذلك نعيمه للمؤمنين فوقوعه أيضا واجب وتركه المص رحمه الله وقد ذكر في سائر كتب هذا الفن اكتفاء بذكر المقابل ولأن النصوص الواردة في عذاب القبر أكثر ولأن غالب أهل القبور كفار وعصاة لكن ما ذكره أولى كما فعل غيره كالنسفي رحمه الله وقال صاحب الجوهرة: سؤالنا ثم عذاب القبر نعيمه واجب كبعث الحشر وهو أمر ممكن أخبر به الصادق ونطقت به النصوص قال تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب وقال تعالى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا أريد به عذاب القبر وقال تعالى سنعذبهم مرتين أي مرة في القبر ومرة يوم القيامة وقوله تعالى فلنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر جاء في التفسير الأدنى عذاب القبر وقال عليه السلام يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت نزلت في عذاب القبر إذا قيل له من ربك وما دينك ومن نبيك الحديث وقال عليه السلام القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران وبقية الأحاديث في هذا المعنى قد بلغ جملتها حد التواتر وإن لم يبلغ آحادها حد التواتر وأنكر عذاب القبر بعض المعتزلة والروافض زعما بأن الميت جماد لا حياة له ولا إدراك له فتعذبه محال. الجواب إنه مردود بما قدمنا ولأنه يجوز أن يخلق الله تعالى في جميع أجزائه أو في بعضها نوعا من الحياة قدر ما يدرك ألم العذاب
(١١٨)