المطهرة ومنه القدوس من أسمائه تعالى الحسنى ومعناه المطهر أي المنزه عما عدا خصائص الوجوب الذاتي والألوهية وعن التصور بالصور الحسية والخيالية والعقلية وسائر الأحكام الامكانية والطبعية في مرتبة الأحدية لا يحوم حول حمى حقيقته إدراك غيره وأما في مرتبة الواحدية فطاهر عن أن يشاركه في وجوب الوجود أو في الوجود غيره وعن أن يوجد شئ خارج عن حيطته فهو طاهر من أن يقدسه المقدسون بحق تقديسه كما أنه متعال عن أن يعرف حقيقة ذاته العارفون والمتخلق بهذا الاسم المتطهر من أرجاس الذنوب والآثام واختيار المص هذين الاسمين من قبيل مراعاة النظير باعتبار المقام كما لا يخفي على ذوي الأفهام العراب ما نافية وإن زائدة وفعل بالرفع اسم ما أو مبتدأ ولك فيه وجهان التنوين مع نقل حركة همزة أصلح إليه للضرورة وأصلح بالرفع صفة له أو بغير تنوين مضاف إلى أصلح من إضافة المصدر إلى مفعوله وأصلح مجرور بالفتح لعدم صرفه وذا بالنصب خبر ما على أنها عاملة أو بالرفع على أنه خبر فعل أصلح وعلى كل من الوجهين فهو بمعنى صاحب مضاف إلى افتراض وعلى الهادي متعلق بافتراض والمقدس صفة للهادي وكذا ذي التعالي (وحاصل معنى البيت) إنه يجب على الموحد أن يعتقد أن فعل ما هو الأصلح للعبد ليس بواجب على الله تعالى الذي بيده أمر الضلالة والهداية بل هو فعال لما يريد يضل من يشاء ويهدي من يشاء إذ الكل عبيده فيتصرف فيهم كيف يشاء والهداية منه فضل والضلالة منه عدل وتقدس أن ينسب إليه وجب عليه ثم لما انتهى الكلام على ما يتعلق بالإلهيات شرع يتكلم على النبوات وما يتبعها فقال الناظم رحمه الله 23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالنوال المراد بالفرض ههنا الفرض العيني على كل مكلف ولذا أكده بقوله لازم والمراد أنه قطعي لا ظني وتصديق الرسل عليهم السلام اعتقاد أن جميع ما جاؤوا به حق من عند الله وأنهم بلغوا كما أمروا والرسل جمع رسول وهو من البشر إنسان حر ذكر أكمل معاصريه غير الأنبياء عقلا وفطنة وقوة ورأيا وخلقا بالفتح وعقدة موسى عليه السلام أزيلت بدعوته عن الإرسال كما في الآية معصوم ولو من صغيرة قصدا ولو قبل النبوة على الأصح سليم من دناءة أب وخناء أم وإن عليا ومن منفر كبرص وجذام ولا يرد بلاء أيوب وعما يعقوب عليهما السلام بناء على أنه حقيقي لطروه بعد
(٤٩)