بسنتين ونحو أربعة أشهر وتولى الخلافة يوم الثلاثاء لثلاثة عشر خلت من ربيع الأول وهو ثاني يوم مات فيه النبي صلى الله عليه وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال ومات بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخر رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبة ومثواه. قال الناظم رحمه الله:
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابن نفيل ابن عبد العزى بن رياح بكسر الراء وفتح الياء المثناة بن عبد الله بن قرط بضم القاف بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي العدوي القرشي يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب الأب الثامن وأمه ختمة بخاء فنون فتاء فميم بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب وكونها بنت هاشم هو الصحيح أسلم عمر رضي الله عنه سنة ست من النبوة وقيل سنة خمس بعد أربعين رجلا وعشر نسوة كما قال سعيد بن المسيب أو بعد خمسة وأربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة كما قال عبد الله به ثعلب أو بعد تسعة وثلاثين رجلا كما قال غيرهما وكان بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب روي أنه خرج متقلدا بسيفه فلقيه رجل من بني زهرة فقال له إلى أين تعمد يا عمر فقال أريد أن أقتل محمدا قال وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمد فقال عمر ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك الذي كنت عليه قال أفلا أدلك على العجب يا عمر إن أختك وزوجها قد أسلما فمشى نحوهما مغضبا حتى أتاهما وكان عندهما رجل يقال له خباب فلما أحس بعمر توارى في البيت خوفا من عمر فدخل عليهما عمر وهم يقرؤون سورة طه فقال ما هذه الهيمنة التي سمعتها عندكم قالا ما عدا حديثا تحدثنا بيننا قال لعلكما صبأتما فقال له ختنه أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك فوثب عليه عمر فوطئه برجله وطئا شديدا فدفعته أخته عن زوجها فضرب رأسها فأدماها فقالت وهي غضبى كان ذلك على رغم أنفك: نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله فلما يئس عمر منهما قال أعطوني هذا الكتاب الذي تقرأونه فاقرأه وكان يقرأ الكتب فقالت له أخته إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو فتوضأ فقام