الإجماع وذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتمعوا يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة واستقر رأيهم بعد المشاورة على خلافة أبي بكر رضي الله عنه فأجمعوا على ذلك وبايعه علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه على رؤس الإشهاد ولو لم تكن الخلافة حق له لما اتفق عليه الصحابة ولنازع علي رضي الله عنه كما نازع معاوية رضي الله عنه ولأحتج عليهم لو كان في حقه نص كما زعمه الشيعة وكيف يتصور في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاتفاق على الباطل وترك العمل بالنص الوارد ثم إن أبا بكر رضي الله عنه لما آيس من حياته دعى عثمان وأملى عليه كتاب عهده لعمر فلما كتب ختم الصحيفة وأخرجها إلى الناس وأمرهم بأن يبايعوا لمن في الصحيفة فبايعوه حتى مرت بعلي فقال بايعنا لمن بها وأن كان عمر فوقع الاتفاق على خلافته ثم استشهد وترك الخلافة شورى بين الستة عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص ثم فوض الأمر خمستهم إلى عبد الرحمن بن عوف ورضوا بحكمه فاختار عثمان وبايعه بمحضر من الصحابة فبايعوه وانقادوا إلى أمره وصلوا معه الجمع والأعياد فكان إجماعا ثم استشهد عثمان رضي الله عنه وترك الأمر مهملا فاجتمع كبار المهاجرين والأنصار على علي كرم الله وجهه لما كان أفضل عصره وأولاهم بالخلافة وما وقع من المخالفات والمحاورات لم يكن عن نزاع في خلافته بل عن خطأ في الاجتهاد وما وقع من الاختلافات بين الشيعة وأهل السنة في هذه المسألة وادعاء كل من الفريقين النص في باب الإمامة وإيراد الأسئلة والأجوبة من الجانبين فمذكور في المطولات ثم كانت مدة خلافة الأربعة ثلاثين سنة كما أخبر به عليه الصلاة والسلام الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا،، أي الخلافة الكاملة التي لا يشوبها من المخالفات فلا يرد أنه أتى بعدهم خلفا ء راشدون كعمر بن عبد العزيز أسلم علي رضي الله عنه وكرم وجهه وعمره سبع سنين حين دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وولي الخلافة بعد عثمان خمس سنين إلا ثلاثة أشهر قيل أول من أسلم ولذلك كان يفتخر بذلك وفيه يقول:
سبقتكم إلى الإسلام طررا * صبيا ما بلغت أوان حلمي * وسبقتكم إلى الإيمان قهرا * بقوة صارمي ووان عزمي وبهذا استدل أصحابنا على صحة إسلام الصبي العاقل وصحة ارتداده وقيل إن أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه وقيل خديجة رضي الله عنها وقيل زيد بن حارثة رضي الله عنهما قال المحققون توفيقا بين الأقوال والأورع أن يقال إن أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر رضي الله عنه ومن الصبيان علي رضي الله عنه ومن النساء خديجة رضي الله عنها ومن الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه ومن العبيد بلال رضي الله عنه وعنهم أجمعين ولم يسجد علي رضي الله عنه لصنم قط ولهذا يقال كرم الله وجهه