ليس بشئ قال تعالى وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال في المقاصد وهذا ما ذهب إليه أهل الحق من أن المعدوم ليس بشئ وإنما هو نفي محض وفيه الرد على المعتزلة القائلين إن المعدوم شئ مستدلين بقوله تعالى إن زلزلة الساعة شئ عظيم فقد أطلق عليها اسم الشئ مع أنها الآن معدومة والجواب أن معناه أن زلزلة الساعة يكون شيئا عظيما عند وجوده وما أخبر به تعالى أنه سيكون فهو كالكائن فصح الإطلاق ثم اعلم أن المعدوم على نوعين معدوم ممتنع الرؤية وهو ما يكون وجوده محالا وعدمه واجبا كشريك الباري تعالى وكاجتماع الضدين والثاني المعدوم البسيط الممكن الوجود والعدم فالرؤية لا تتعلق بالنوع الأول ولا يطلق عليه اسم الشئ اتفاقا والخلاف في النوع الثاني قبل وجوده فعند أهل السنة لا تتعلق به الرؤية ولا يسمي شيئا لأن علة الرؤية والتسمية الوجود وهو منتف إذ الشئ هو الموجود وكل موجود شئ كما هو مذهب الأشعري أيضا وتمامه في شرح المواقف من الخاتمة وقال وفيه الحال وهو الواسطة بين الموجود والمعدوم أثبته إمام الحرمين وأبو هاشم وبطلانه ضروري ثم نقل التوفيق والله أعلم قال الناظم رح 49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال غير أن مثنى غير والمكون بفتح الواو المشددة اسم مفعول من التكوين والتكوين مصدر من كون بتشديد الواو وقد أثبته علماؤنا صفة لله تعالى زائدة على القدرة والإرادة وقالوا بقدمه وفسروه بأنا صفة حقيقة وهي مبدأ الصفة الإضافية التي هي إخراج المعدوم إلى الوجود لا عينها لأن نفس الاخراج وصف إضافي في حادث وقديم والمكون هي الشئ الحاصل بالتكوين فهما متغايران الإعراب غير أن خبر مقدم والمكون مع التكوين مبتدأ مؤخر وفصل بينهما بالجملة المحذوفة المبتدأ الواقعة صفة لغيران أو تأكيد له أو خبر بعد خبر أي لا هما كشئ واحد على ما فيه من التسامح في التركيب لضرورة الوزن ولا يصح أن يقدر ذلك المبتدأ مفردا راجعا للمكون أي لا هو كشئ ويتنازع مع المكون في مع التكوين كما لا يخفى وخذه فعل أمر والهاء مفعولة راجع لمقدر أي خذ هذا الكلام أو هذا التقرير أو نحو ذلك ولاكتحال متعلق بخذ وأسقطت همزته تخفيفا (وحاصل معنى البيت) إن المكون والتكوين متغايران لا هما متحدان كشئ واحد فاحتفل أي أحسن القيام به بهذا الكلام فإنه يجلوا البصيرة كما
(١٠٧)