كسر الجرة عمدا وسقى الأرض شرابا * قلت والإسلام ديني ليتني كنت ترابا * ثم شبه نظمه وما احتوى عليه من البيان وسلاسة النظم والأوزان بالسحر الحلال بجامع الغرابة واستمالة النفوس إليه إذ كل من استمالك فقد سحرك وخرج بقيد الحلال الذي احترس به السحر الحرام الذي يكفر مستحله إن أخذ قبل التوبة وإن تاب بعده فاختلف فيه هل له حقيقة فذهب أهل السنة إلى أن له حقيقة وهي ما استعان في تحصيله على التقرب إلى الشياطين وذهب بعض المعتزلة وبعض أصحاب الشافعي إلى أنه لا حقيقة له ورد بقوله تعالى وجاؤا بسحر عظيم وقوله ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وبسورة الفلق وسبب نزولها ما كان من سحر لبيد بن الأعصم وحديثه في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها ففيه أنه صلى الله عليه وسلم قال لما حل السحر عنه بعد نزول المعوذتين: إن الله شفاني،، والشفاء إنما يكون برفع العلة وزوال المرض فدل ذلك على أن له حقيقة فهي مقطوع به بإخبار الله ورسوله.
فائرة ذكر في الإستيعاب وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رجلان من أمتي أما أحدهما فيسبق يده إلى الجنة ثم يتبعها سائر جسده وأما الآخر فيضرب ضربة فيفرق بها بين الحق والباطل،، فأصيب يد زيد بن صرحان يوم حروراء ثم قتل يوم الجمل مع علي رضي الله عنهما وأما الآخر جندب بن كعب فرأى ساحرا يقال له أبو سبتان بالكوفة كان يلعب بين يدي الوليد بن عقبة يريهم أنه يدخل في فم الحمار ويخرج من دبره وأنه يقطع رأس نفسه ثم يعيدها فلما رآه جندب على تلك الحالة ضربه بسيفه فقتله فحبس الوليد جندبا فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فكتب إلى الوليد أن خل سبيله فكانوا يرونه ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم (وحاصل معني البيت) أني زينت علم التوحيد بقصيدة غريبة السبك فصحيحة الألفاظ محشوة بالبلاغة كأنها حلة موشاة بالذهب وفرائد الجواهر تميل القلوب إليها مع الطرب كأنها السحر الحلال ثم قال الناظم رحمه الله تعالى رحمة واسعة 63 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيي الروح كالماء الزلال يسلي مضارع سلاه عن كذا بتشديد اللام من التسلية إذا شغله بغيره عنه وسلى عن الشئ إذا تناساه واشتغل بغيره وفاعله مستتر يعود إلى الوشى الذي