لنفسي ولأؤثرنه على نفسي فأتى عبد الله فقال له قد أذنت فحمد الله تعالى ثم دفن فيه وهو ثالث الأقمار التي رأتهم عائشة رضي الله عنها نزلوا في حجرتها وإعراب البيت ظاهر (وحاصل معنى البيت) أن عمر أفضل من عثمان بن عفان رضي الله عنهما وإذا فضل عثمان كان أفضل سائر الصحابة بعد أبي بكر بالأولى فليس فوق عمر في الفضل سوى أبو بكر فهما أفضل جميع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذ هما وزيرا النبي صلى الله عليه وسلم لقوله عليه السلام إن لي وزيرين في السماء ووزيرين في الأرض يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قال الناظم رحمه الله 36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال، المراد بذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه لقب بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم زوجه بنتيه: رقية ثم بعد موتها زوجه بنته أم كلثوم وبعد موتها قال له لو كان لي غيرهما لزوجتكها تولى الخلافة اثنتي عشرة سنة إلا اثنتي عشرة ليلة قتل يوم الجمعة لثمانية عشر خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلثين وهو ابن تسعين سنة وكان استشهاده في الدار وبين يديه المصحف فنضح الدم على هذه الآية: فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم وتمام قصته مذكور في السير وصلى عليه الزبير رضي الله عنه بوصيته إليه ودفن بالبقيع وهو أول من دفن فيه وكان رضي الله عنه أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم خرج ابن عدي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم بنته أم كلثوم بعثمان قال لها إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد عليهما الصلاة والسلام الإعراب الواو عاطفة جملة على جملة ذو النورين مرفوع بالواو مبتدأ وهو أظهر مما في بعض النسخ من جره بالياء عطفا على الفاروق لأنه يكون خبرا وليس في الكلام ما يصلح مبتدأ ويصير الكلام منفكا كما لا يخفى على المتأمل وحقا مفعول مطلق أي أحق ذلك وقد تقدم من تأخير وكونه قسما كما قيل غير ظاهر من التركيب وكان ناقصة اسمها مستتر يرجع إلى ذو النورين وخيرا خبرها والجملة خبر المبتدء ومن الكرار متعلق بخيرا وجملة في صف القتال متعلق بالكرار أو في محل نصب حال من الضمير المستتر فيه (وحاصل معنى البيت) إنه ثبت بالسنة والإجماع ثبوتا قطعيا أن عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي في الجنة عثمان بن عفان أفضل من علي الموصوف بالحيدر الكرار في صف القتال الذي لم يقع له نعت الفرار لا بالاختيار ولا بالاضطرار لثبات
(٨٠)