من التصرفات كالطلاق والعتاق يتعلق بالألفاظ وإذا لم يحكم عليه بالردة في هذا ففي النوع الأول بالأولى ولذا أطلقه المص رحمه الله والأصل فيه ما روي أن صحابيا أم قوما في صلاة المغرب وهو سكران قبل أن تحرم الخمر فقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون إلى آخرها وترك كلمة لا وبتركها يكفر المؤمن العاقل الصاحي مع أن الله تعالى خاطبه بلفظ المؤمن في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ونتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون الآية فصار ذلك سببا في تحريم السكر ثم حرمت مطلقا والثانية في حد السكر وحده عند أبي حنيفة رحمه الله أن يصير بحال لا يعرف الرجل من المرأة ولا الأرض من السماء وقيل إن تختل مشيته وقيل إن يختلط كلامه وقيل غير ذلك وحاصله إن المراد أن يصير بحال لا يعني ما يقول ولا يفرق بين الخير والشر فإن فرق يحكم بكفره اتفاقا والله أعلم وأحكم قال الناظم رحمه الله 48 وما المعدوم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال المعدوم خلاف الموجود يشتمل المستحيل والجائز والمرئي اسم مفعول من رأيت الشئ فهو مرئي من الرؤية البصرية وأراد بالفقه الفهم وباليمن البركة والهلال في الأصل رفع الصوت ثم سمي به القمر لليلتين من أول الشهر وليلتين من آخره وقيل لثلاث من أو له ثم يسمي قمرا بقية الشهر وقيل هو هلال حتى يبهر بضوئه السماء وذلك ليلة سبع ويمنه في أوائله لأن أواخره إدبار وقيل أراد بيمنه لياليه البيض وهي ليلة الثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر وهو مناسب هنا لأن المراد شدة ظهوره وهو في هذا أظهر إذ المعنى على التشبيه أو الاستعارة كما لا يخفى الإعراب ما بمعنى ليس المعدوم اسمها مرئيا خبرها وشيئا معطوف على مرئيا لفقه اللام تعليلية وفقه مجرور بها في محل رفع خبر مبتدأ محذوف وذلك لفه لاح ماض بمعنى ظهر وفاعله مستتر يعود على فقه والظرف متعلق به ويمن مضاف والهلال مضاف إليه وجملة لاح ومتعلقه في محل جر صفة فقه (وحاصل معنى البيت) إن المعدوم ليس مرئيا لله تعالى ولا يطلق عليه شئ إذ الشئ هو الموجود والمعدوم ضده وذلك لظهور العلم بذلك ظهورا بينا واشتهاره عند أرباب العقول كظهور الهلال المبارك للناظرين وارتفاعه ليلة كماله بحيث لا يخفى إلا على من أعمى الله بصره وبصيرته إذ الرؤية إنما تتعلق بالموجود والمعدوم ضده
(١٠٦)