ولذة النعيم وهذا لا يستلزم إعادة الروح إلى بدنه ولا أن يتحرك ويضطرب أو يرى أثر العذاب عليه حتى أن الغريق في الماء والمأكول في بطون الحيوانات والمصلوب في الهواء يعذب وإن لم تطلع عليه ومن تأمل في عجائب ملكه وغرائب قدرته وجبروته لم يستبعد أمثال ذلك فضلا عن الاستحالة. فائدة قال ابن القيم عذاب القبر قسمان دائم وهو عذاب الكفار وبعض العصاة ومنقطع وهو عذاب من خفت جرايمهم من العصاة فإنهم يعذبون بحسبها ثم يرفع عنهم بدعاء أو صدقة أو غير ذلك قال اليافعي بلغنا أن الموتى لا يعذبون ليلة الجمعة تشريفا لها ويحتمل اختصاص ذلك بعصاة المسلمين دون الكفار وعممه بعض العلماء للكفار أيضا فقال إن الكافر يرفع عنه العذاب يوم الجمعة وجميع شهر رمضان. وأما المسلم العاصي فإن مات في غير الجمعة عذب إليها ثم ينقطع فلا يعود إلى يوم القيامة وممن صرح بأن عذاب القبر نوعان دائم ومنقطع الدميري من السادة الشافعية نقله شيخنا في شرحه وفيه بشارة عظيمة والله أعلم. قال الناظم رحمه الله 56 حساب الناس بعد البعث * حق فكونوا بالتحرز عن وبال حساب الله الناس عدا عما لهم عليهم يوم القيامة ومجازاتهم عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر والناس إن كان من الإنس ضد الوحشة اختص ببني آدم وإن كان من نوس إذا تحرك فيعم الجن بالحقيقة أو الغلبة والثاني هو الظاهر ههنا لأنه عليه السلام مرسل إليهم على ما قدمنا وأسلم منهم جمع على يديه كجن نصيبين فيحاسبون خصوصا على حقوق الآدميين لأن شرورهم تصل إلينا وأصل الناس الأناس حذفت الهمزة تخفيفا وقال صاحب القاموس يكون من الإنس ومن الجن جمع آنس أصله أناس جمع عزيز أدخل عليه أل وفيما قاله نظر إذ جعله شاملا للجن مع كون مفرده إنس غير متجه ولذا قال إنه جمع عزيز ومخالف لما صرح به صاحب الكشاف في سورة البقرة والأعراف من أنه اسم جمع غير تكسير بدليل عود الضمير إليه وتصغيره على لفظه ولأنه لم يسمع جاء جمع على فعال بالضم إلا في ثمانية ألفاظ كما قاله السعد رحمه الله لكن زاد عليه صاحب المزهر وغيره ألفاظا والبعث أن يخرج الله تعالى الموتى من القبور بأن يجمع أجزاءهم الأصلية ويعيد الأرواح إليها وهو على جمعها القدير ثم يساقون إلى المحشر والوبال سوء العاقبة
(١١٩)