وبالصدر خبره والمعلى نعت للصدر وبني بالجر بدل من الصدر أو بالرفع خبر مبتدأ محذوف وهو فعيل بمعنى مفعول إن كان من النبوة بفتح النون وسكون الباء الموحدة أي الرفعة لأن النبي رفعت رتبته أو بمعنى فاعل إن كان من النبأ أي الخبر لأنه مخبر من الله تعالى فأصله الهمزة إلا أنهم تركوها في النبي كما تركوا في الذرية (وحاصل معنى البيت) إنه يجب على المكلف أن يعتقد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده لقوله تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين وقوله عليه السلام لا نبي بعدي ولا يمكن الاستدلال ههنا بالعقل لتجويزه إرساله تعالى رسلا آخر معهم الكتاب المنزل من عنده سوى القرآن وإلا لأوهم عجزه تعالى وهو محال فالدليل على ذلك سمعي لا عقل فافهم تنبيه وجوب الإيمان بنبينا محمد صلى الله على وسلم ووجوب محبته وتعظيمه واحترامه خصوصا لا ينفي وجوب ذلك علينا لسائر الأنبياء عليهم السلام وإنهم لصادقون فيما جاؤوا به من عند الله تعالى مبلغون كما أمروا مع اعتقاد أن أفضلهم وأكرمهم على الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن شريعته نسخت جميع شرايعهم ولكن لا يجب تعيين عددهم وإن ورد في بعض الأحاديث كما قدمنا لقوله تعالى منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص ولأنه لا يؤمن في تعيين عددهم من أن يدخل فيهم من ليس منهم أو يخرج من هو فيهم بل نؤمن بهم كم كانوا وأن أولهم آدم وآخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام بعدما قرر أن خواص البشر أفضل من الملائكة فصار أفضل من الملائكة بدرجتين وأعلى منهم بمرتبتين لا يعلم قدر تلك المرتبتين وشرف تلك الدرجتين إلا من خاتم النبيين وسيد المرسلين المفضل على جميع العالمين وإنما كان صلى الله عليه وسلم لجمعية استعداده وكلية فؤاده لأنه صلى الله عليه وسلم مظهر الاسم الأعظم الجامع لجميع الأسماء والصفات والجائز لجملة الكمالات وحقيقته ليست إلا الروح الإلهي الذي هو أول المبدعات وأصل سائر الموجودات عليه أفضل الصلوات وأكمل التسليمات قال الناظم رحمه الله 25 إمام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال الإمام هو المقتدى به إما حسا كإمام الصلاة أو معنى كالعالم والسلطان ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد جمع بينهما في الأنبياء عليهم السلام أما الأولى فقوله عليه السلام: ليلة أسري بي
(٥٤)