العلم بوحدانيته على العلم به بوجه ما وهو عز وجل معلوم بصفاته ومصنوعاته كما أجاب به موسى عليه السلام فرعون لما سئله عن حقيقة ذاته بقوله وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض إلى آخر ما قصه تعالى علينا ولفظة ما يسئل بها عن الماهية غالبا ومولانا لا يتصف بها ولذا قال بعض العلماء إن سئلنا سائل عن الله تعالى ما هو قلنا أن أردت ما اسمه فالله الرحمن الرحيم وإن أردت ما صفته فالسميع البصير وإن أردت ما فعله فخلق المخلوقات ووضع كل شئ في موضعه وإن أردت ما ماهيته فهو متعال عن المثال والجنس وهو الذي يجب اعتقاده والجواب عن الحديث أنا لا نسلم أن الضمير راجع إلى الله تعالى بل إلى فلان وروي أنه عليه السالم رأى رجلا يضرب آخر على وجهه فنهاه عن ذلك وقال إن الله تعالى خلق آدم على صورته أي صورة المضروب ويحتمل أن يكون راجعا إلى آدم وفائدته أنه تعالى خلق آدم على صورته التي شوهد عليها في الدنيا ولم تتغير عند إهباطه من الجنة كما كانت عليها فيها كما غيرت صورة إبليس حين أخرج منها ولئن سلم أنه راجع إلى الله تعالى كما جاء في الخبر أن الله خلق آدم على صورة الرحمن إلا أن الصورة كما تطلق على الصورة المحسوسة كذلك تطلق على مفهوم الشئ وما يختص به في ذاته ولذا قالت الحكماء: العلم حصول صورة الشئ في ذاته وأرادوا بها مفهومه ومعناه فمعنى خلق آدم على صورته أنه خلقه على صفاته من العلم والحكمة والرحمة والكرم والغضب ونحو ذلك فلا يكون حجة على إثبات الصورة المحسوسة على أنه ينبغي إرادة ذلك ويعين أحد ما ذكرنا من الاحتمالات قوله عليه السلام من قال إن لله صورة كصورة آدم فهو كافر نقله ملا رمضان على شرح العقائد قال الناظم رحمه الله 9 وما إن جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال ما هنا بمعنى ليس ولم تعمل هنا لعدم ترتب الخبر على الاسم وهو شرط في عملها كما علم في محله ولا يقال أبطل عملها إن الزائدة لأنها اقترنت بخبرها وهو لا يبطل عملها بخلاف ما لو اقترنت باسمها وقيل إن إن هنا لتأكيد المنفي كما قاله الكوفيون ورد بأنا جمع بين متفقي المعنى فالأظهر أنها هنا زائدة أي وما ربنا جوهر والجوهر هو ما يقابل العرض أو هو المحتاج إلى فراغ يشغله أو هو المتحيز أو هو كل ما له حجم أو غير المستغني عن المحل أو القابل للأعراض أو ما له خط في المساحة والجوهر الفرد هو الجزء الذي لا يتجزى أي لا يقبل الانقسام لا فعلا ولا وهما ولا فرضا وعلى كل فهو الواقع بجهة وقابل
(٢١)