معه عقوبة البتة لأنه ستر من الأصل وعدي يعفو إلى المفعول بنفسه إما لتضمنه يسامى أو هو من باب الحذف والإيصال والأصل يعفو عنه ولو قال لعل الله يعفو عنه فضلا لكان أيضا حسنا مع استقامة الوزن وقيل عقد يتعدى بنفسه والمآل بالمد المرجع من آل إذا رجع والمراد ههنا مآله إلى الدار الآخرة (وحاصل معنى البيت) إني أطلب منكم الدعاء لي بالخير وسؤال العفو والمغفرة لعل الله تعالى يتقبل منكم فيعفو عن ذنوبي ويتجاوز عن سيئاتي فيكون ذلك سببا لنجاتي ووصولي إلى السعادة الأبدية إذ الدعاء ينفع الأحياء والأموات عند أهل السنة كما تقدم فائدة سعيد الآخرة من كتب في الأزل سعيدا وشقيها من كتب في الأزل شقيا على ما قدمنا قال شارح شافعي ثم المكتوب في الأزل من سعادة وشقاوة لا يتبدل بخلاف في غيره كاللوح المحفوظ وكالصحف التي تكتب الملائكة فيها عند نفخ الروح في الإنسان رزقه المكتوب وأجله وشقيا أو سعيدا فلا مانع من تبدل ذلك قال ووقع في عقائد الحنفية أن السعيد قد يشقى وعكسه والتغيير على السعادة والشقاوة دون الإسعاد والإشقاء إذ هما من صفات الله تعالى ولا تغير على الله تعالى ولا على صفاته بل الحق كما قال المولى سعد الدين إنه لا خلاف في المعنى لأنه إن أريد بالسعادة والشقاوة مجرد حصول المعنى أي الإيمان في السعادة والكفر في الشقاوة فهو حاصل في الحال وإن حصول النجاة وترتب الثمرات فلا قطع بحصوله في الحال و ح يجمع بين الأقوال وأدلة الطرفين بحمل ما دل على التبدل على أنه بالنسبة إلى الملائكة وإلى ما في الصحف وما دل على عدم التبدل على أنه بالنسبة إلى علم مولانا عز وجل وقدمنا نحوه والله أعلم قال الناظم رحمه الله 67 وإني الدهر أدعو كنه * وسعي لمن بالخير يوما قد دعا لي وفي نسخة: وإني الدهر أدعو كل وقت، أراد بالدهر مدة عمره وكنه الشئ غايته وقيل يطلق ويراد به حقيقة الشئ والوسع بضم الواو الطاقة الإعراب إني الياء اسم أن والدهر منصوب على الظرفية لأدعو قدم عليه وأدعو مضارع دعا وفاعله مستتر ضمير المتكلم وفيه التفات بالنسبة إلى البيت التي قبله وكنه منصوب بنزع الخافض أو على الظرفية توسعا وهو مضاف إلى وسعي لمن جار ومجرور متعلق بادعو وبالخير متعلق بدعا ويوما ظرف له (وحاصل معنى البيت) إني أدعو الله تعالى طول عمري ومدة حياتي بغية طاقتي لمن دعا لي يوما من الأيام بخير في حياتي أو بعد وفاتي ونسئل الله تعالى أن يغفر لنا وله ولوالدينا ولمشايخنا ولإخواننا المسلمين أجمعين ويسكننا وأيهم في الجنان إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير تم تحرير الكتاب بعون الله الوهاب على يد أحمد حلمي القوغى، ذو القعدة 15 1398 ه، اكم 18 1978 م، تشرين 5 أول 1356 شمسية
(١٣٩)