كان من كمال الذات والصفات وعدم جريان الأوقات وتبدل الحالات وكما أنه لا يمضي عليه الأزمنة والحالات لا يوصف بالكيفيات من اللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وغير ذلك مما هو من صفات الأجسام وتوابع المزاج والتركيب لأنها من لوازم الحدوث وربنا منزه عن الحدوث ولا بالماهية أي المجانسة للأشياء لأن معنى قولنا ما هو أي من أي جنس هو والمجانسة وجب التمايز عن المتجانسات بفصول مقومة فيلزم التركيب وهو من لوازم الأجسام وربنا متعال عن ذلك علوا كبيرا قالا الناظم رحمه الله 15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال في هذا البيت رد على اليهود في قولهم عزير ابن الله وعلى النصارى في قولهم بزوجية مريم وببنوة عيسى عليه السلام وعلى بني مليج في قولهم الملائكة بنات الله وهذه أقوال باطلة نقلا وعقلا قال تعالى وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ويجعلون لله البنات سبحانه ولأنه تعالى منزه عن الذكورة والأنوثة والافتقار إلى المعين فهو غني عن النساء والوالد والولد وهو خالق الذكور والإناث والكل عبيده إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا فمن قال باحتياجه إلى شئ من ذلك فهو كافر لأنه افتراء على الله وتكذيب لقوله تعالى قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وغيره مما قدمنا والكفر بهذه النسبة إلى الله تعالى من الزوجية أعظم أنواع الكفر إذ هو افتراء عليه تعالى والافتراء على المخلوق من أعظم المعاصي فما بالك على الخالق ولذا قال عليه السلام وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم وفي المعجم الكبير للطبراني وللبيهقي في الشعب من حديث أبي وائل عن ابن مسعود قال ارتقى ابن مسعود رضي الله عنه الصفا فأخذ بلسانه فقال يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثر خطايا ابن آدم من لسانه وللشافعي رحمه الله:
احفظ لسانك أيها الإنسان * لا يلد غنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه * كانت تهاب لقائه الشجعان الإعراب إلهي مبتدأ مؤخر ومستغن خبر مقدم وعن نساء متعلق به وأولاد عطف على نساء وإناث أو رجال بدل مفصل من مجمل واو بمعنى الواو (وحاصل معنى البيت) إنه يجب أن نعتقد أن مولانا جل وعلا مستغن عن اتخاذ نساء زوجات أو مملوكات يعني أنه منزه