يجلوا الكحل البصر لأن التكوين الإيجاد والمكون هو الشئ الذي يوجد بالتكوين وهما متغايران إذ الفعل غير المفعول والسبب غير المسبب وذهبت المعتزلة إلى أنهما شئ واحد ونسب أيضا إلى الأشعري لكن المحقق التفتازاني والشارح الشافعي ردا نسبة ذلك على ظاهره إليه وحملا كلامه على محمل صحيح قال المحقق رحمه الله من قال إن التكوين عين المكون أراد أن الفاعل إذ فعل شيئا فليس ههنا إلا الفاعل والمفعول وأما المعبر عنه بالتكوين فهو أمر اعتباري يحصل في العقل من نسبة الفاعل إلى المفعول وهو ليس أمرا محققا مغايرا للمفعول في الخارج ولم يرد أن مفهوم بالتكوين هو بعينه مفهوم المكون وهذا خلاصة كلامه في شرح المقاصد والعقائد ونقله علي قاري لكن مقتضى ما في الطوالع أن الخلف حقيقي قال البحث الخامس في التكوين قال الحنفية التكوين صفة قديمة مغايرة للقدرة فإن متعلق القدرة قد لا يوجد أصلا بخلاف متعلق التكوين والقدرة تتعلق بإمكان الشئ والتكوين بوجوده قلت الإمكان بالذات فلا يكون بالغير والتكوين هو التعلق الحالي ولذا يترتب عليه الوجود كما قال الله تعالى إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون انتهى فبعد قوله والتكوين هو التعلق الحالي كيف يمكن التوفيق فتدبر وبالله التوفيق والأظهر الموافق لمذهبنا ما قاله في العقائد وشرحه قال ولما استدل القائلون بحدوث التكوين بأنا لا يتصور بدون المكون كالضرب بدون المضروب التكوين هو تكوينه تعالى للعالم ولكل جزء من أجزائه لوقت وجوده على حسب علمه وإرادته فالتكوين باق أزلا وأبدا والمكون حادث بحدوث المتعلق كما في العلم والقدرة وغيرهما من الصفات القديمة التي لا يلزم من قدمها قدم متعلقاتها لكون متعلقاتها حادثة وهذا تحقيق ما يقال إن وجود العالم إن لم يتعلق بذات الله تعالى وصفة من صفاته لزم تعطيل الصانع واستغناء تحقق الحوادث عن الموجد وهو محال وإن تعلق فإما أن يستلزم ذلك قدم ما يتعلق وجوده به فيلزم قدم العالم فهو باطل فليكن التكوين أيضا قديما مع حدوث المكون المتعلق به فافهم والله أعلم قال الناظم رحمه الله تعالى 50 وإن السحت رزق مثل حل * وإن يكره مقالي كل قال السحت بضمتين وبسكون الثاني أيضا وهو الأكثر هو الحرام الذي لا يحل كسبه ولا الانتفاع
(١٠٨)