الطريق إليك فقال اترك نفسك ورآى ابن الحمزة القارئ أنه قرأ القرآن على الله تعالى من أوله إلى آخره في المنام حتى بلغ قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده فقال تعالى قل يا حمزة وأنت القاهر قيل هذا إنما يدل على أنه كليم الله لا على رؤيته ولا خفاء أن الرؤية في المنام نوع مشاهدة تكون بالقلب دون العين وهل رؤيته تعالى في الآخرة خاصة بالبشر فقيل نعم وإن الملائكة والجن لا يرون لأن الوجوه الموصوفة بالنضارة في الآية إنما هي وجوه البشر وقيل يراه الملائكة أيضا وهو الأرجح وعليه الجمهور وقيل وكذا مؤمنوا الجن على ما نقله على قاري في شرحه ثم قال وفي النساء أقوال أحدها إنهن لا يرينه لأنهن مقصورات في الخيام ولا يخفى ضعفه الثاني إنهن يرينه أخذا من عمومات النصوص وهو الظاهر وتمامه فيه وأما الكفار فإنهم عن رؤيته تعالى محجوبون بلا خلاف وقيل إنهم يرونه مرة ثم يحجبون ليكون ذلك أشد حسرة عليهم كم أنكر الرؤية من المعتزلة والله تعالى أعلم قال الناظم رحمه الله 21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال يعني أن المؤمنين إذا رأوا ربهم في الجنة ينسون نعيمها وقصورها وما أعد لهم فيها من الخيرات مما لأعين رأت ولا أذن سمعت إذ كل ذلك في جنب لقاء الرب الكريم كخردلة بالنسبة إلى الكنز العظيم وقد روي الإمام هشام عن الحسن أنه قال إن الله عز وجل ليتجلى لأهل الجنة فإذا رأوه نسو نعيم الجنة وما أعد لهم فيها وأشار بقوله فيا خسران ا ه إلى أن المعتزلة في تلك الحالة يكونون خاسرين متحسرين لاحتجابهم عن رؤيته تعالى ومنعهم عن تلك النعمة العظيمة لأنهم أنكروا الرؤية فحرموها علما بزعمهم ومجازاة لهم قال علي قاري رحمه الله وفي البيت إشارة إلى حرمان المعتزلة عن الرؤية وإن دخلوا الجنة وذلك بإنكارهم جزاء وفاقا لإصرارهم وللحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي انتهى قال شيخنا فأفاد أن المعتزلة يدخلون الجنة ولايحرمونها لأن الاعتزال كبيرة والكبيرة لا توجب الخلود في النار انتهى وفيه نظر لأن المص رحمه الله إن أراد بأهل الاعتزال هؤلاء الذين لا يكفرون ببدعتهم فيكونون منابذا لإطلاقهم في البيت المتقدم في قوله يراه المؤمنون لأن هؤلاء مؤمنون عاصون فكان الواجب التنصيص على
(٤٤)