نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٤٤
الطريق إليك فقال اترك نفسك ورآى ابن الحمزة القارئ أنه قرأ القرآن على الله تعالى من أوله إلى آخره في المنام حتى بلغ قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده فقال تعالى قل يا حمزة وأنت القاهر قيل هذا إنما يدل على أنه كليم الله لا على رؤيته ولا خفاء أن الرؤية في المنام نوع مشاهدة تكون بالقلب دون العين وهل رؤيته تعالى في الآخرة خاصة بالبشر فقيل نعم وإن الملائكة والجن لا يرون لأن الوجوه الموصوفة بالنضارة في الآية إنما هي وجوه البشر وقيل يراه الملائكة أيضا وهو الأرجح وعليه الجمهور وقيل وكذا مؤمنوا الجن على ما نقله على قاري في شرحه ثم قال وفي النساء أقوال أحدها إنهن لا يرينه لأنهن مقصورات في الخيام ولا يخفى ضعفه الثاني إنهن يرينه أخذا من عمومات النصوص وهو الظاهر وتمامه فيه وأما الكفار فإنهم عن رؤيته تعالى محجوبون بلا خلاف وقيل إنهم يرونه مرة ثم يحجبون ليكون ذلك أشد حسرة عليهم كم أنكر الرؤية من المعتزلة والله تعالى أعلم قال الناظم رحمه الله 21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال يعني أن المؤمنين إذا رأوا ربهم في الجنة ينسون نعيمها وقصورها وما أعد لهم فيها من الخيرات مما لأعين رأت ولا أذن سمعت إذ كل ذلك في جنب لقاء الرب الكريم كخردلة بالنسبة إلى الكنز العظيم وقد روي الإمام هشام عن الحسن أنه قال إن الله عز وجل ليتجلى لأهل الجنة فإذا رأوه نسو نعيم الجنة وما أعد لهم فيها وأشار بقوله فيا خسران ا ه‍ إلى أن المعتزلة في تلك الحالة يكونون خاسرين متحسرين لاحتجابهم عن رؤيته تعالى ومنعهم عن تلك النعمة العظيمة لأنهم أنكروا الرؤية فحرموها علما بزعمهم ومجازاة لهم قال علي قاري رحمه الله وفي البيت إشارة إلى حرمان المعتزلة عن الرؤية وإن دخلوا الجنة وذلك بإنكارهم جزاء وفاقا لإصرارهم وللحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي انتهى قال شيخنا فأفاد أن المعتزلة يدخلون الجنة ولايحرمونها لأن الاعتزال كبيرة والكبيرة لا توجب الخلود في النار انتهى وفيه نظر لأن المص رحمه الله إن أراد بأهل الاعتزال هؤلاء الذين لا يكفرون ببدعتهم فيكونون منابذا لإطلاقهم في البيت المتقدم في قوله يراه المؤمنون لأن هؤلاء مؤمنون عاصون فكان الواجب التنصيص على
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139