لم تحض قط وروي أنها ولدت وقت غروب الشفق فطهرت من النفاس في ليلتها واغتسلت وصلت العشاء في وقتها قيل سبب عدم حيضها أنه عليه السلام دخل الجنة ليلة المعراج أعطاه رضوان تفاحة فلما أكلها تقوى وتفرقت القوة في جميع أعضائه فجامع خديجة فحملت بفاطمة وفيه نظر ظاهر وكان لها نور يضئ حتى روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول كنت أسلك الخيط في سم الخياط في الليلة المظلمة من نور وجه فاطمة فلذلك لقبت بالزهراء وعن أبي جعفر الاستروشيني وبعض الأئمة أنها أفضل من عائشة لأن درجة عائشة إنما ارتفعت تبعا للنبي صلى الله عليه وسلم بالزوجية ودرجة فاطمة أصلية بالجزئية وأكثر الأئمة قالوا إن عائشة رضي الله عنها أفضل لأن درجتها مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وفاطمة رضي الله عنها مع علي في الجنة وفرق بين المقامين وقال القاسم بن محمد إن عائشة استقلت بالفتوى زمن أبي بكر وعمر وعثمان فمن بعدهم ولم يحصل لغيرها من النساء هذه المرتبة وقيل التفضيل بينهما بالاعتبار فعائشة أفضل من جهة العلم وفاطمة من جهة البضعية وإلى هذا يشير كلام المصنف بقوله في بعض الخصال وهو الراجح وقال بعضهم لا نقول بالترجيح بل نقول كانت عائشة رضي الله عنها أفضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة وفاطمة رضي الله عنها أفضل بناته وقال الشراح والذي أشار إليه المص في البيت هو الصحيح دفنت عائشة رضي الله عنها بالبقيع سنة سبع أو ثمان وسبعين وعاشت ستا وستين سنة وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وروي لها ألف حديث وعشرة اتفق البخاري ومسلم منها على مئة وأربعة وسبعين وانفرد البخاري بأربعة وسبعين ومسلم بثمانية وستين وأما فاطمة رضي الله عنها فروي لها ثمانية عشر حديثا الإعراب للصديقة خبر مقدم الرجحان مبتدأ مؤخر على الزهراء متعلق بالرجحان وقوله فاعلم معترض بينهما وفي بعض الخصال متعلق بالرجحان أيضا أو في محل نصب حال منه نظرا للفضه قال الناظم رح 39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الإغراء غال وجه مناسبة إيراد هذا البيت ههنا أنه كما يجب التفضيل والتعظيم للصحابة رضي الله عنهم وكذلك للتابعين رضي الله عنهم أجمعين يجب الكف عن التكلم في حقهم بما لا يليق وما وقع بينهم من التشاجر وما وقع من بعضهم من السقطات وخص يزيد بالذكر لرد الخلاف في جواز لعنه وليفيد أن التكلم في حق غيره من الصحابة والتابعين ممن لم يقع منه ما وقع
(٨٥)