نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٩١
وإشراقه إلى الدماغ واختلف هل للكافر عقل فقيل لا يعطى الكافر لأنه ينافي الشرك بالله تعالى ولو كان له عقل لآمن وإنما يعطى الذهن واستدلوا بقوله تعالى وقالوا لو كنا نسمه أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير وهذا موافق لقول من قال إن العقل هو العلم والجمهور على أنه يعطاه وحملوا العقل في الآية على النافع إذا العقل إذا لم يفد فائدته ينزل منزلة العدم ولأن الشرك نوع من الجهل والجهل يجامع العقل ولأنه يلزم عدم خطابه وتكليفه بالإيمان وعرفوا الجهل بأنه معرفة للمعلوم على خلاف ما هو به وقيل انتفاء العلم بالمقصود وهو الأظهر لشموله قسميه: البسيط والمركب وأراد بالأسافل والأعالي الأرضين والسماوات وما فيهما وما بينهما وما سوى ذلك مما تسافل الإعراب ما بمعنى ليس عذر اسمها وذو بمعنى صاحب مجرور باللام مضاف إلى عقل في محل نصب خبر ما وبجهل متعلق بعذر والياء فيه سببية وبخلاق متعلق بجهل والأسافل مجرور بإضافة خلاق إليه والأعالي عطف عليه (وحاصل معنى البيت) أنه لا عذر للعاقل البالغ في جهله بخالقه مع ما يرى من وصول نعمته وعظيم قدرته من خلق السماوات والأرض وما في خلق نفسه وإنشائه من العدم وخلق هذا العالم وتكوينه وانتظامه قال تعالى أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فإن في كل منها للمتأمل دلالة واضحة على وحدانية خالقها كما قيل: وفي كل شئ له آية تدل على أنه واحد،، وقال المحققون لم يبعث الله الرسل إلا للتوحيد لا لإثبات وجود الصانع كما يعشر به قوله تعالى قالت لهم رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض فالكفار كلهم لم يكونوا شاكين في وجود الصانع وإنما كفروا بالقول بتعدد الآلهة وقال الأشعرية لا عبرة للعقل بدون السمع حتى قالوا إن من اعتقد الشرك ولم تبلغه الدعوة فهو معذور وحاصله أن أهل القبلة كلهم اتفقوا على حرمة الكفر ووجوب الإيمان وإنما اختلفوا في أنه هل يكفي في وجود الإيمان العقل فقط أو لا بد من السمع فمن نشأ بعيدا من المسلمين ولم تبلغه الدعوة وهو بالغ عاقل هل يجب عليه المعرفة والإيمان بربه بدون تبليغ أم لا وإذا لم يؤمن هل يخلد في النار أم لا فيه خلاف بين أصحابنا الحنفية أيضا فعن بعضهم نعم وهو مروي عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه قال ولو لم يبعث الله رسولا لوجب على الخلق معرفته بعقولهم وقال أبو اليسر البزدوي لا يجب
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139