نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٨٩
يكتفي في إيمان الأعراب الخالين عن النظر بمجرد التلفظ بكلمتي الشهادة وكذلك الصحابة من بعده قال الشارح الحنفي قال أبو حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي رضوان الله عليهم أجمعين إيمان المقلد صحيح ولكنه عاص بترك الاستدلال عليه وهذا مذهب أهل السنة وقالت المعتزلة إيمان المقلد ليس بصحيح إذ لا معرفة له والإيمان هو المعرفة فهو لا مؤمن ولا كافر وحكم أو هاشم من رؤسائهم بكفره وهو مردود بما قدمنا والصحيح ما عليه أهل العلم واللغة من أن الإيمان هو التصديق مطلقا فإذا أخبر المقلد بما يجب عليه الإيمان به فأذعن له وانقاد إليه كان مؤمنا ويدل على صحته أيضا قوله عليه السلام حين سئله جبريل عن الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فإنه عليه السلام ما أجاب إلا بمجرد التصديق وهو حاصل في المقلد والجواب عن شبهتهم أن المعرفة غير الإيمان بدليل انفكاكه عنها فإن أهل الكتاب يعرفون الله كما يعرفون أبنائهم ولكن لا يصدقون كما نطق به القرآن وهذا إنما هو في حق من نشأ على شاهق جبل ولم يبق له التفكر في العالم ولا في الصانع حتى أخبر بذلك فصدقه وأما من نشأ في بلاد مسلمين وسبح الله تعالى عند رؤيته صنعا من صنايعه فهو خارج عن التقليد خصوصا بعد انتشار الدين ووضوح البراهين حتى أن الصبي المميز إذا تأمل في هذا الملكوت علم أن صانعه واحد أحد فرد صمد مستحق لجميع العبادات ثم اعلم أن الإيمان هو التصديق بجميع ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله بالقلب مع القبول والانقياد واختلف في النطق به فقيل شطر واختاره بعض أئمتنا الحنفية كشمس الأئمة وفخر الإسلام البزدوي رحمهم الله حيث ذهبوا إلى أنه التصديق بالقلب فقط والإقرار شرط لإجراء أحكام الإسلام في الدنيا فمن صدق بجنانه حق التصديق بما قدمنا وانقاد إليه كان مؤمنا عند الله تعالى وإن لم يتلفظ بلسانه غير معاند وعلى الأول لا يكون مؤمنا قال شيخنا وخلاصة الكلام إن إيمان المقلد صحيح عند الأئمة الأربعة رحمهم الله وكان عاصيا بترك الاستدلال على أنه قل لنا يرى مقلد في الإيمان بالله تعالى إذ المعتبر في الاستدلال على ذلك الاستدلال والنظر على طريق العامة كالاستدلال بحدوث الحوادث على وجوده تعالى وعلى صفاته من العلم والإرادة والقدرة وغيرها وكلام العوام في الأسواق محشوة بذلك والله أعلم بالصواب. قال الناظم رحمه الله تعالى
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139