نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ١٣٨
لمجرد الحفظ بدون الاعتقاد ولا للعلم بدون العمل وتنالوا بمعنى تصيبوا أو تعطوا مضارع نال وهو مجزوم بحذف النون على أنه جواب الأمر والواو فاعله وحسن مفعوله مضاف إلى أصناف وأصناف إلى المنال والمنال العطاء وأراد ما فيه تخلق وإرشاد والأصناف جمع صنف وهو أخص من النوع والنوع أخص من الجنس فالحيوان جنس والانسان نوع والزنجي صنف (وحاصل معنى البيت) إنكم إذا علمتم ما أودعت في هذا النظم من الفوائد التي وصفتها وما احتوى عليه من المقاصد التي يجب الاعتناء بها فأقبلوا عليه إقبال رغبة واشرعوا في تعاطيه حفظا لمبانيه مع المداومة على قرائتها وفهما لمعانيه مع الجزم بحقيقتها جزما لا يقبل التغيير تنالوا أحسن أصناف العطاء وأجمل أصناف الرضاء من الله الكريم في الدنيا بالبركات والخلاص من ظلمة الشبهات وفي الآخرة بالفوز بأعلى الدرجات والسلامة من البليات. قال الناظم رحمه الله تعالى رحمة واسعة 65 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال كونوا أمر من كان الناقصة والواو اسمها وعون خبرها والمراد به المعين وعون مضاف واسم الإشارة في محل جر مضاف إليه والعبد بدل منها وأراد بالعبد نفسه ودهرا مفعول فيه وتقدم معناه وما فيه والتنوين فيه عوض عن الضمير والمراد دهركم وبذكر الخير متعلق بعون وفي حال ابتهال في محل النصب حال من ضمير كونوا أي حال كونكم مبتهلين أي حال تضرعكم (وحاصل معنى البيت) إني التمس ممن وفقه الله تعالى إلى تعاطي تأليفي هذا وإلى فعل الخير أن يكونوا ناصري هذا العبد ومساعديه مدى دهرهم بالترحم والدعاء له بالمغفرة وسؤال الخير من الله تعالى حال ابتهالهم وتضرعهم إلى الله تعالى فإنه قد أسدى إليكم معروفا وما جزاء الإحسان إلا الإحسان وقال عليه السلام من أسدى إليكم معروفا فكافؤوه فإن لم تقدروا فادعوا له أو كما قال ولأن تنتفع الأموات بدعاء الأحياء. قال الناظم رحمه الله تعالى 66 لعل الله يعفوه بفضل * ويرزقه السعادة في المآل لعل للترجي من أخوات أن ولا يترجى بها إلا ما هو مشكوك الوقوع نحو لعل الحبيب يقدم ولا يقال لعل الميت يعود بخلاف ليت الشباب يعود وفي لعل عشر لغات مذكورة في محلها والله اسمها وجملة يعفوه في محل رفع خبرها والمراد بالعفو الغفران أي عدم المؤاخذة به من غير سبق عقوبة عليه إذ العفو قد يكون بعد نوع عقوبة بخلاف الغفران فإنه لا يكون
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139