لمجرد الحفظ بدون الاعتقاد ولا للعلم بدون العمل وتنالوا بمعنى تصيبوا أو تعطوا مضارع نال وهو مجزوم بحذف النون على أنه جواب الأمر والواو فاعله وحسن مفعوله مضاف إلى أصناف وأصناف إلى المنال والمنال العطاء وأراد ما فيه تخلق وإرشاد والأصناف جمع صنف وهو أخص من النوع والنوع أخص من الجنس فالحيوان جنس والانسان نوع والزنجي صنف (وحاصل معنى البيت) إنكم إذا علمتم ما أودعت في هذا النظم من الفوائد التي وصفتها وما احتوى عليه من المقاصد التي يجب الاعتناء بها فأقبلوا عليه إقبال رغبة واشرعوا في تعاطيه حفظا لمبانيه مع المداومة على قرائتها وفهما لمعانيه مع الجزم بحقيقتها جزما لا يقبل التغيير تنالوا أحسن أصناف العطاء وأجمل أصناف الرضاء من الله الكريم في الدنيا بالبركات والخلاص من ظلمة الشبهات وفي الآخرة بالفوز بأعلى الدرجات والسلامة من البليات. قال الناظم رحمه الله تعالى رحمة واسعة 65 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال كونوا أمر من كان الناقصة والواو اسمها وعون خبرها والمراد به المعين وعون مضاف واسم الإشارة في محل جر مضاف إليه والعبد بدل منها وأراد بالعبد نفسه ودهرا مفعول فيه وتقدم معناه وما فيه والتنوين فيه عوض عن الضمير والمراد دهركم وبذكر الخير متعلق بعون وفي حال ابتهال في محل النصب حال من ضمير كونوا أي حال كونكم مبتهلين أي حال تضرعكم (وحاصل معنى البيت) إني التمس ممن وفقه الله تعالى إلى تعاطي تأليفي هذا وإلى فعل الخير أن يكونوا ناصري هذا العبد ومساعديه مدى دهرهم بالترحم والدعاء له بالمغفرة وسؤال الخير من الله تعالى حال ابتهالهم وتضرعهم إلى الله تعالى فإنه قد أسدى إليكم معروفا وما جزاء الإحسان إلا الإحسان وقال عليه السلام من أسدى إليكم معروفا فكافؤوه فإن لم تقدروا فادعوا له أو كما قال ولأن تنتفع الأموات بدعاء الأحياء. قال الناظم رحمه الله تعالى 66 لعل الله يعفوه بفضل * ويرزقه السعادة في المآل لعل للترجي من أخوات أن ولا يترجى بها إلا ما هو مشكوك الوقوع نحو لعل الحبيب يقدم ولا يقال لعل الميت يعود بخلاف ليت الشباب يعود وفي لعل عشر لغات مذكورة في محلها والله اسمها وجملة يعفوه في محل رفع خبرها والمراد بالعفو الغفران أي عدم المؤاخذة به من غير سبق عقوبة عليه إذ العفو قد يكون بعد نوع عقوبة بخلاف الغفران فإنه لا يكون
(١٣٨)